يعد مستشفى ابن سينا للأمراض العقلية والنفسية في دمشق من المشافي القديمة في سورية والمشفى الوحيد للأمراض النفسية في المنطقة الجنوبية ، وتقدر مساحته بــ 75 دونماً, والمستشفى الذي يقع على الطريق الواصل بين دوما وعدرا في «تل الريحان»… وغير بعيد عن (سجن عدرا المركزي) يقدم الاستشارات للمرضى في العيادة الخارجية في عدة أيام أسبوعياً, ويدخل الأشخاص المستشفى لإصابتهم بحالات مثل معاقرة مواد الإدمان، والاضطراب الثنائي القطب، والفصام، والقلق، والصرع، ويمثل الرجال نسبة كبيرة من المستفيدين من الخدمات.
وفي حديث خاص لـــ« تشرين» يقول الدكتور أيمن دعبول مدير عام المشفى: إن الطاقة الاستيعابية للمشفى 520 مريضاً فعلياً في حين يقدر الاستيعاب النظري 720 مريضاً ومريضة، مضيفاً: نولي أهمية كبيرة للمشفى لأنه يخدّم عدداً ليس بالقليل من المحافظات كـ دمشق – ريف دمشق – درعا – السويداء- القنيطرة – حمص, ونحن ملزمون بتقديم جميع أنواع الخدمات العلاجية والدوائية والفندقية وتوفير الملاك المتخصص.
وأشار دعبول إلى أن لمشفى ابن سينا خصوصية بسبب الوضع المأسوي الذي عاشه خلال سنوات الحرب على سورية إذ يقع في دائرة النار التي أشعلتها التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية، والوضع الإنساني للمرضى الراقدين الذين وصل عددهم 430 مريضاً منهم 94 مريضة ضمنهم المحالون من اللجان العدلية والمتهمون في قضايا جنائية وهذا الرقم قابل للزيادة والنقصان.
وتابع دعبول: نعاني من آثار الحرب على سورية من نقص في الكادر الطبي، فقبلها كان هناك 6 أطباء اختصاصيين, أما اليوم فهناك اختصاصي مقيم واحد فقط ناهيك بالنقص في المرشدين الاجتماعيين، وصعوبة التواصل مع أهل المريض، فالمريض النفسي يتمنى أن يعامل معاملة المريض العادي وليس وصمة عار، وتمنى دعبول تحسن الظروف العامة من أجل تحسين الخدمات التي يقدمها المشفى الذي يضم 13 جناحاً تتوافر فيها النظافة حيث تم التعاقد مع ورشة متخصصة بالنظافة، وتحديث قانون الطب النفسي بما يتناسب وروح العصر، فيما تتمثل المشكلة الأكبر في رفض ذوي المرضى الذين تمّ تأهيله، استقبالهم ما يجبرنا على الاستمرار في تقديم الخدمات الفندقية وبحساب بسيط إذ إن التكلفة اليومية للمريض في المشفى أكثر من 10 آلاف ليرة.
ودعا دعبول جميع الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية والحكومية إلى زيارة المستشفى ومعرفة الجهد المقدم من الملاك العامل ومقارنته بالآخرين إضافة إلى أهمية توعية المجتمع على أن تأهيل أي مريض لا يعني أنها «وصمة» له ولعائلته.
ويوضح دعبول أن المجتمع السوري تعرض ولا يزال إلى مجموعة من الضغوط النفسية نتيجة الحرب الإرهابية على سورية, وهذا يؤثر في جميع أفراد المجتمع ، بل وصل الأمر إلى مشاهدة جرائم القتل في الشارع، ويشير إلى أنه حصل تفكك في بعض الأُسر وتعرَّض الآخر لمآسي ما خلق العديد من الأزمات النفسية لدى المجتمع، ويعود دعبول ليقول: إن المشفى يعالج كل الحالات والأمراض العقلية والنفسية, ولكن شفاء تاماً من هذه الأمراض «المزمنة» لا يمكن إلا أنه نتيجة المتابعة والعلاج الدوائي تكون معظم حالات المرضى مستقرة وفعالة في المجتمع.
ونوه بأن القبول في المشفى يتم إما عن طريق الشرطة أو بإحالة من النائب العام أو عن طريق الأهل حيث يعرض المريض على لجنة طبية ثلاثية, ويتم تقرير وضعه من ناحية القبول أو عدمه، وقد قامت الهيئة العامة لمشفى ابن سينا للأمراض العقلية والنفسية في دمشق بالتعاون وإشراف وزارة الصحة بفتح أضابير خارجية بمعنى؛ إن المريض يعرض على لجنة طبية ويوصى له العلاج مجاني من المشفى، وهذه الخطوة سهّلت الكثير من حيث عدد القبولات في المشفى ومتابعة حالة المرضى داخلياً وخارجياً .
وقال: على الرغم مما تعرضت له البلاد خلال سنوات التصدي للمجموعات الإرهابية حيث إن موقع المشفى على خط الجبهة إلا أن الخدمات لم تتوقف ولا للحظة حتى أثناء الحرب على سورية، حيث يقدم المشفى للمريض مجاناً الأدوية والطعام والعناية الصحية، والحمام، وتبديل الملابس إضافة إلى الخدمات الفندقية، منوهاً بأنه خلال الظروف الصعبة التي عاشتها سورية خلال سنوات الحرب عليها لم يتوقف دعم المشفى من قبل الحكومة ممثلة بوزارة الصحة التي قامت بتوفير كل ما يلزم المشفى وخاصة الأدوية.
قد يعجبك ايضا