المزيد من الثبات
رغم الجمود الذي يلف مصيرها، إلا أن مفاوضات فيينا حول إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران تأخذ جانباً كبيراً من الأهمية للأطراف كافة، وسط مزيد من التشويش المقصود لإضعاف تلك المفاوضات وتحميل إيران مسؤولية الجمود القائم.
بقيت طهران متمسكة بمواقفها الأساسية من عملية التفاوض بالتزامن مع هجوم إسرائيلي جديد عليها من منبر الأمم المتحدة وما سبقه من تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية وصفته طهران بالمسيس وغير الدقيق وكذلك أحاديث إعلامية أميركية عن نية واشنطن وتل أبيب الانتقال إلى ما سموه الخطة (ب) للتعامل مع إيران.
وسط الضجيج القائم ردت طهران بكل هدوء وقالت لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت: إن الكيان الذي يمتلك مئات الرؤوس النووية ليس في موقع يخوله الحديث عن برنامجنا السلمي.
الهدوء والقوة اللذان تتحدث بهما طهران لهما أرضية ثابتة وحقيقية نابعة من التطورات الأخيرة التي شهدها الملف الإيراني ما أعطى إيران المزيد من القوة كطرف مفاوض أو كلاعب على الساحة الدولية.
ولعل أبرز تلك التطورات مرتبطة بالاقتصاد الإيراني الذي بدأ ينطلق خارج (العقوبات القصوى) لواشنطن ضده مدفوعاً بجملة اتفاقيات وتفاهمات جديدة بعد أن أصبح قادراً على تخفيف العقوبات الأميركية عبر التأقلم معها واستيعابها, وبالتالي التهديد بالمزيد من العقوبات الأميركية لن يحفز إيران على تقديم أي تنازلات وهذه حقيقة أصبحت واضحة جداً.
من جهة ثانية لم تتوقف السياسة الإيرانية عن الحراك، وتم قبول إيران مؤخراً كعضو دائم في منظمة شنغهاي للتعاون ما يفتح أمامها أبوابا اقتصادية واعدة تجعلها تضع عقوبات واشنطن خلف ظهرها.
وقبل العضوية الكاملة في شنغهاي كانت طهران قد وقعت اتفاق شراكة إستراتيجياً مع بكين مدته ٢٥ عاما بآفاق اقتصادية وسياسية وعسكرية كبيرة.
هذه الوقائع تصنف توسيعاً للاعتراف الدولي الرسمي بدور إيران وحضورها إقليمياً ودولياً كطرف شريك له وزنه واحترامه، وكذلك يعد مساهمة دولية إضافية لإخراج طهران من العقوبات والحصار.