تعاون إعلامي سوري- روسي.. وقريباً نسخة عربية من مجلة «بيرسونا ستراني»

يتحدث السوريون في مختلف مواقعهم ومجالسهم عن روسيا كصديق وحليف، ويأملون أن تتطور العلاقات الثنائية إلى مختلف المجالات بمتانة العلاقات السياسية..

بالمقابل فإن روسيا -شعباً وقيادة- هي أكثر من يدرك ويعرف معنى أن يراها السوريون كذلك، وهي التي تعيش معهم يوماً بيوم منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية عام 2011.. إنها الأقرب.

لذلك إذا ما أردنا توثيق وتأريخ العلاقات السورية- الروسية، يمكننا تقسيمها إلى تاريخين: ما قبل عام 2011 وما بعده. إذ إنه حتى ذلك العام كانت العلاقات تنقسم بين حقبة سوفييتية وأخرى روسية، أما بعد عام 2011 فقد خرجت هذه العلاقات من كل الأطر المتعارف عليها، وعلى كل المستويات.. ولأول مرة -ربما- في العلاقات بين الدول يتقدم المستوى الشعبي ليرسم الخطوط الأبرز في التعاون وبما ينعكس قوة مضاعفة على المستوى السياسي (والعسكري).

لذلك ما زالت العلاقات السورية- الروسية تشغل العالم، القريب والبعيد.. يُخضعها لرهانات وتجارب ومنعطفات، ويتحدث عن أنها لا بد وأن تتأثر، وحتى تنهار (هكذا كان الأعداء والمتآمرون يمنون أنفسهم).. لكنها في كل مرة تخرج أقوى، ليعود هذا العالم إلى التسليم بأنها العلاقات الأكثر تفرداً، لا تؤثر بها المتغيرات والأزمات الدولية، بل تصقلها، فتتحول مع المراحل التاريخية إلى علاقة إنسانية وجدانية يتوحد تحت سقفها شعبان لا يمنعهما البعد الجغرافي أن يكونا متلاحمين.. متآخيين.

وتالياً لا حدود للتعاون والانفتاح، ولا عقبات أو عُقد في سبيل ذلك.. ودائماً ما يكون للتعاون الثقافي والإعلامي تأثيره البارز على المستوى الشعبي.

وفي هذا الإطار يأتي التعاون والتنسيق لإصدار نسخة باللغة العربية من المجلة الروسية «بيرسونا ستراني– جنود الوطن» حيث سيكون للشأن السوري مساحة مهمة فيها.

يتضح ذلك على ضوء اللقاء الذي جرى مؤخراً بين السفير السوري في العاصمة الروسية موسكو رياض حداد، ورئيسة تحرير مجلة «بيرسونا ستراني» أليزابيث أبراموفا، والكاتب والمحلل السياسي الروسي ديمتري فيدرين.

وكان وفد من المجلة زار سورية في فترة الانتخابات الرئاسية، في شهر أيار الماضي، حيث التقى آنذاك وزير الإعلام ورئيس اتحاد الكتاب العرب، وجرى الاتفاق على إصدار نسخة من هذه المجلة باللغة العربية.

وحسب أبراموفا فإن هذا المشروع الإعلامي المشترك هدفه توسيع التعاون في مجال التبادل الإعلامي بين وسائل الإعلام السورية والروسية، لمواجهة عمليات التضليل الموجهة ضد البلدين، وكذلك إيصال الصورة الحقيقية لكل ما يجري في المنطقة لشعبي البلدين والمجتمع الدولي.

وتضيف أبراموفا: إن المجلة في نسختها العربية الأولى ستتضمن مواد ومقالات عن سورية، وعن تاريخ وثقافة وتقاليد وحياة الشعبين في سورية وروسيا، والذي من شأنه أن يساهم في فهم أفضل لبعضهما البعض.

أما الهدف الرئيسي من المجلة، حسب أبراموفا: إظهار الشخصيات التي تساهم بشكل حقيقي في تطوير البلاد في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلوم والثقافة والطب والرياضة.

وتضيف: ستتضمن المجلة عناوين رئيسية أهمها: بطل الإصدار حيث سيتم تسليط الضوء على الشخصيات التي يؤثر نشاطها في مسيرة التطور في البلاد .

وهناك عنوان حول «روسيا والعالم» حيث سيتم إجراء مقابلات مع شخصيات مهمة خارج روسيا وكذلك تقديم تقييم موضوعي لمكانة روسيا في المجتمع الدولي.

كذلك تتضمن المجلة موضوعات اقتصادية حيث سيتم الحديث مع خبراء عن وضع البلاد الاقتصادي، كما ستتناول المجلة موضوعات أخرى في العلوم والتكنولوجيا والمجتمع والثقافة والرياضة.. وغيرها.

وفي هذا السياق رحب السفير حداد بالتعاون الإعلامي والثقافي مع إدارة المجلة، مؤكداً أنها ستكون فرصة مهمة لتقديم شرح واسع للقراء حول جميع القضايا التي تهم البلدين.

وأعرب حداد عن استعداد السفارة السورية لتقديم المساعدة المطلوبة، مقترحاً التنسيق مع المكتب الإعلامي للوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» في موسكو.

وخلال اللقاء، طرح الكاتب فيدرين مجموعة من المقترحات تحت عنوان «مشاريع عمل» على النحو التالي:

– التعاون بين المجلة ومكتب وكالة “سانا” في موسكو لترجمة سلسلة من الكتب التي ألفها إلى اللغة العربية ولاسيما كتابه الأخير «الإبرة الذهبية للرئيس بوتين».

وحول عنوان الكتاب، يقول فيدرين إنه استمده من أسواق الذهب في دمشق القديمة عندما كان في إحدى زياراته ورأى أحد مشتري قطع الذهب يقوم باستخدام الإبرة للتأكد من أن هذه القطع من الذهب الخالص وليست مزيفة.

– التعاون مع السفارة السورية في موسكو لإصدار كتاب حول السيد الرئيس بشار الأسد.

– التعاون مع السفارة السورية لإقامة نصب تذكاري للأطفال السوريين ضحايا العمليات الإرهابية.

– تحدث فيدرين عن رغبة زوجته، وهي فنانة أوكرانية، بإقامة معرض في روسيا لأعمال فنانين سوريين وروس، خاص بضحايا الحرب، فهي تعتبر أن سورية تضم مدارس فنية من أفضل المدارس العالمية، وهي محط إعجابها واهتمامها، مشيراً إلى أن زوجته تتمنى أن تلقى مقترحاتها اهتمام ودعم السيدة أسماء الأسد التي لها دور بارز في دعم مثل هذه الفعاليات والنشاطات.

وقد أشاد السفير حداد بهذه المقترحات، معتبراً أن اللقاء مع السيدة أبراموفا والسيد فيدرين بمنزلة حجر أساس لتعاون جديد بين البلدين.

يشار إلى أن السيد فيدرين روسي من أصل أوكراني وهو نائب سابق في البرلمان الأوكراني ومستشار سابق لأربعة رؤساء أوكرانيين سابقين، حصل على الجنسية الروسية حديثاً.. كذلك الأمر بالنسبة لزوجته فهي أوكرانية، حصلت على الجنسية الروسية حديثاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار