تواصل الجهود الروسية مساعيها لتعزيز تحالفاتها الإقليمية والدولية، وذلك من خلال سياساتها المتمحورة حول زيادة الاستثمارات، وربط ذلك بحركة السياسة الاقتصادية المبنية على التعاون، ومن خلال اللقاءات المثمرة مع معظم الدول.
في هذا السياق وقعت روسيا وباكستان مؤخراً برتوكولاً لتعديل التعريفات الجمركية للاتفاقية الحكومية المؤرخة في تشرين الأول عام ٢٠١٥، ويقضي هذا بإنشاء خط أنابيب الغاز الباكستاني، ويعتبر بناء خط الأنابيب هذا مشروعاً رائداً للتعاون بين روسيا وباكستان في قطاع الطاقة، وسينقل الغاز من أنابيب تركمانستان وأفغانستان والهند وباكستان، وسيكلف المشروع ٢.٥ مليار دولار، وسيربط خط الأنابيب الذي يبلغ طوله ١١٠٠ كم محطات الغاز الطبيعي المسال في كراتشي جنوب باكستان وصولاً إلى لاهور في الشمال، ما يمكن باكستان من تعزيز أمن الطاقة، وزيادة استخدام الغاز الطبيعي كمصدر طاقة صديق للبيئة.
ووفقاً لما أوردته صحيفة إكسبرس تريبيون الباكستانية، ستستفيد باكستان إلى أقصى حد من المواد والمعدات والموارد الروسية لتطوير القدرات التقنية والتشغيلية لشركاتها، ومواردها البشرية من خلال العمل المشترك.
وقد جاء اختيار إسلام أباد للمقاولين الروس مرتبطاً بحقيقة، أن روسيا تقوم ببناء خطوط أنابيب غاز عالية الجودة، داخل البلاد وخارجها، إضافة لإنتاجها مجموعة متكاملة من الأنابيب الخاصة لها.
وحسب الخبراء والمتابعين، فإن إنشاء خط أنابيب الغاز الطبيعي، سيعزز من قدرة باكستان لاستثمار الغاز الخارجي، بما في ذلك السوق الأوروبية، وبذلك ستعزز مكانة روسيا أكثر، ويختلف هذا المشروع بشكل كبير عن مشاريع نقل الغاز الأخرى في روسيا، فيعتبر خط أنابيب الغاز الباكستاني مفيداً لروسيا، فكلما زاد استهلاك باكستان للمادة، كلما جذب موردين آخرين.
وبالنسبة لتوريد الغاز الروسي، ستمنح قطر الغاز لشركة (نوفاتيك) الروسية في باكستان.
ووقعت إسلام أباد صفقة للحصول على الغاز المسال من قطر لمدة 10 سنوات، وبموجب الصفقة، تزود الدوحة إسلام أباد بثلاثة ملايين طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال لمدة 10 سنوات..
وستصدر نوفاتيك غازها في أوروبا وآسيا، وبهذه الطريقة لن تنفق الشركات الأموال على معاملات التبادل، وستفي بالتزاماتها التعاقدية.
وعلى خلفية العقوبات المناهضة لروسيا التي فرضتها الولايات المتحدة، يعد توقيع عقد لبناء وتشغيل خط أنابيب غاز ستريم باكستان اعترافاً واضحاً بنجاح روسيا في مجالات التكنولوجيا العالية، وهو رد فعل على سياسة العقوبات التي تنتهجها أميركا، وبعض حلفائها في أوروبا.
لذلك، فإن خط أنابيب الغاز الباكستاني المرتبط بمحطة استيراد الغاز الطبيعي المسال ليس مجرد مشروع أجنبي آخر لروسيا، بل نموذج واعد لمبيعات التصدير المستقبلية للغاز الروسي على الرغم من محاولات واشنطن المكثفة منع ذلك.
نيو إيسترن آوت لوك