أيام قليلة تفصل السوريين عن الاستحقاق الأهم الذي سيؤسس لسبع سنوات قادمة، يأمل المواطن منها أن تكون مليئة بالعمل والإصرار على تكريس النصر الذي سطره الجيش العربي السوري على الإرهاب وداعميه، ودفع حيال إنجازه دماء غالية وأرواحاً بريئة وخيرة الرجال والشباب الذين لم يكن لهم مِنْ هَمٍّ إلا حماية سيادة الوطن والقرار وتطهير الدنس العابر للحدود والمموّل من أيادٍ قذرة أدمنت الخيانة والتبعية واستمرأت الركوع أمام سيدها الأمريكي والصهيوني.
في السادس والعشرين من هذا الشهر سيقول السوريون كلمتهم الحرّة التي حاولت عشر سنوات من الحرب والإرهاب والقتل أن تمنعهم منها وتسلبهم إياها وتجعلهم تابعين ولكنها فشلت، بل إن هذه السنوات العشر بكل ما جرى خلالها كانت بمنزلة كي الوعي السوري الذي ازداد تمسكاً بالقرار والسيادة وبالمقابل رفضاً للتبعية والركوع والانحناء.
إذا كان ثمة مؤشر بالغ الأهمية على ما نرمي إليه فإن ذلك المؤشر بدا واضحاً في الانتخابات الرئاسية التي حصلت في الخارج والزحف البشري الكبير باتجاه صناديق الاقتراع من دون ضغط أو إجبار أو إكراه، الأمر الذي أذهل المتآمرين على سورية وأفقدهم صوابهم فلم يجدوا وسيلة لمنع السوريين من الإقبال على قول كلمتهم إلا باستخدام العنف والاعتداء على الحافلات التي تقلّهم إلى مقر السفارة السورية كما حصل في لبنان.
بعض المشاركين في الحرب الإجرامية على سورية كانوا على يقين أن السوريين لن يفرّطوا في حقهم وواجبهم الدستوري بانتخاب رئيسهم فبادروا إلى حرمانهم من الذهاب إلى سفارتهم كما فعلت ألمانيا ونظام أردوغان التركي، ومع كل ذلك فإن هذه الأفعال لن تجدي نفعاً فالجميع، أصدقاء وأعداء، باتوا على معرفة تامة بالمزاج الوطني للشعب العربي السوري وأن يوم السادس والعشرين من أيار سيكرس يوماً وطنياً لن يُنسى لا في الداخل ولا الخارج وعلى أعداء سورية أن يسلموا بالهزيمة بإرادتهم أو رغماً عنهم كما نصحتهم صحيفة الـ«واشنطن بوست» الأمريكية، وإن كانت خيبة كل شركاء العدوان على سورية بدأت بالظهور بوضوح تام على حدِّ قول الصحيفة الأمريكية فإن يوم الأربعاء القادم سيجعل هذه الخيبة بادية على وجوههم كعين الشمس.