رغم كل حملات أعداء سورية وخصومها للتشويش على الاستحقاق الدستوري الأهم وهو انتخاب رئيس الجمهورية، ومحاولاتهم المستميتة لعرقلة إنجازه، بدأت اليوم هذه الانتخابات في مقر سفاراتنا في دول العالم لاختيار رئيس سورية للمرحلة القادمة، المأمول منها أن تكون مليئة بالعطاء وحافلة بالأمن والأمان الذي افتقده المواطن السوري خلال السنوات العشر الماضية من جراء الحرب العالمية الشرسة التي شُنّت على سورية وشعبها من أعدائها أنفسهم الذين لازالوا يحاولون يائسين النيل منها بطرق وأساليب مختلفة بعدما فشلوا في النيل منها بالإرهاب والإجرام وكالة وأصالة.
منذ صباح هذا اليوم المفصلي في مستقبل سورية القادم توافد أبناء جالياتنا في المغتربات والذين هجّرتهم أيدي الإجرام الإرهابي الوهابي إلى مقر سفارات الجمهورية العربية السورية في البلدان التي يقيمون فيها للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تعددية، وليوصلوا رسالة للعالم أجمع بأن سورية بلد ديمقراطي ودولة مؤسسات لا تتوانى في الوفاء باستحقاقاتها وإنجازها مهما كانت الظروف والاستهدافات.
أما رسالتهم البليغة لأعداء سورية وخصومها المتربصين بها فإن مفادها: مهما حاولتم من تدمير وقتل وحصار وتجويع فلن تستطيعوا أن تمنعوا أبناء سورية من ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم واختيار رئيسهم بإرادتهم.
إن ما يجري اليوم من إقبال جماهيري على صناديق الاقتراع، وخاصة في البلدان التي لا يستطيع أعداء سورية أن يقولوا عن هؤلاء إنهم مرغمون أو مجبرون على التجمع بكثافة لممارسة هذا الحق والواجب، دليل ساطع وواضح على كذب ادعاءات المشككين والمضللين على مدار السنوات الماضية والتي حاولوا الترويج لها لحجب نور الحقيقة بغرابيلهم البائسة.
حقيقة هي معركة إضافية يسجل فيها السوريون في الخارج نصراً سياسياً ودستورياً ستكتمل فصوله في السادس والعشرين من هذا الشهر عندما يقول إخوانهم في الداخل كلمتهم الفصل، إننا نحن من نقرر نظام حكمنا ورئيسنا، ونحن من نختار مستقبلنا وندافع عنه بدمائنا كما دافع جيشنا البطل عن أرض سورية في وجه الإرهاب وداعميه.
لقد أثبت السوريون في المغتربات سوريتهم كما كانوا دائماً على قدر التحدي، ولن يجني خصوم سورية إلا المزيد من الخيبة والهزيمة.