بالأمس احتفلت السفارة الروسية بدمشق بعيد النصر على الفاشية بمشاركة سورية فاعلة نابعة من وحدة العقيدة النضالية التي تتصدى للظلم والعدوان والتعصب أي كان وفي أي مكان.
يحق لروسيا أن تحتفل بعيد النصر وهي التي دفعت في سبيل تحقيقه ملايين الشهداء والجرحى من الشعب الروسي، وعانت من حصار رهيب لمدنها الرئيسية وخاصة لينين غراد «سان بطرس برغ» وستالين غراد وغيرها من المدن من الجيش النازي دام لسنوات.
لقد انتصرت إرادة الصمود على أعتى الآلة العسكرية، وحطمت عزيمة الشعب الروسي جبروت التفوق الحربي العسكري، وقاتل الروس دفاعاً عن أرضهم وحريتهم واستقلالهم، فكان للنصر معاني سامية يحق لهم الافتخار فيها.
مع بعد المسافة الزمنية بين الحرب العالمية الثانية التي نالت روسيا من ويلاتها النصيب الأكبر من الضحايا والدمار والحرب العالمية التي شنّت على سورية خلال السنوات العشر الماضية، إلا أن معنى النصر كان واحداً، فكما دافع الروس عن وطنهم واستشهدوا في سبيله وقاتلوا النازية والفاشية، كذلك فعل السوريون في مواجهة الإرهاب التكفيري الذي تفوق في إجرامه على النازية والفاشية وبدعم ممن ادعوا يوماً أنهم حاربوا هذين «النظامين» بدافع الإيمان بالديمقراطية وحقوق الشعوب والانتصار للعدالة الإنسانية.
روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تحتفلان سنوياً بعيد النصر على الفاشية والنازية، ولكن شتان بين المعنى القيمي لكل منهما، فروسيا التي قاتلت دفاعاً عن الكرامة الإنسانية لمواطنيها وسيادتها على أرضها في وجه الغزاة كان انتصارها بمنزلة وسام فخر على جبين أبنائها، أما الولايات المتحدة التي قاتلت في نهاية الحرب لتأكيد هيمنتها على العالم بدوله المنتصرة في الحرب كأوروبا المدمرة، والخاسرة كاليابان، كان انتصارها بمثابة وصمة عار على جبين أبنائها بعدما ألقت بقنبلتيها النوويتين على ناغازاكي وهيروشيما اليابانيتين، وقتلت الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ من دون مبرر عسكري ولا رادع أخلاقي إلا لمجرد أنهم أرادوا ذلك كما قالوا فيما بعد.
في المحصلة، روسيا تحتفل اليوم بذكرى نصر مضى عليه عقود عديدة، أما سورية فهي تحتفل اليوم بنصر لاتزال تعيشه يوماً بيوم وستتوّجه بإنجاز استحقاقها الرئاسي الدستوري والذي ستكون فيه الكلمة كما البندقية أداة فعالة من أدوات النصر ستسجل للسوريين لعقود طويلة في المستقبل ودليل آخر على ممارسة السيادة على الأرض والقرار.