قلّة من ينكرون زوراً وبهتاناً أن الحرب العالمية التي شُنّت على سورية كان هدفها سلب حرية وسيادة واستقلال قرار هذا البلد الصامد والمقاوم لكل أشكال الظلم والطغيان والاحتلال، ليس اليوم والأمس فحسب، بل على مر السنوات والعصور.
وقلّة من ينكرون أيضاً أن محاولات العدوان والتآمر قد فشلت في تحقيق أهدافها بفضل تضحيات أبناء سورية الشرفاء وعلى رأسهم جيشنا البطل الجيش العربي السوري الذي قدّم الغالي والنفيس في سبيل سيادة واستقلال الوطن وتحرير أرضه من دنس الإرهاب المتعدد الأشكال والوجوه، والمتحد في العمق والمضمون على عقيدة التطرّف والقتل والتدمير والتبعية لدول العدوان صغيرها وكبيرها.
وإذا كانت سيادة سورية ومصير أبنائها ووحدة ترابها قد مهرت بدم الشهداء الذين نحتفل اليوم بعيدهم الذي لا يرقى له عيد في سموه وقيمته وقيمه، وذلك لأن دماءهم الطاهرة كانت ولا تزال صاحبة الفضل الأول والأخير في القضاء على الإرهاب وتطهير معظم الأراضي السورية من دنسه وترسيخ الموقف الوطني وتأكيد أن السيادة هي خط أحمر لا يسمح لأحد بتجاوزه وأن لغة الإملاء غير واردة في قاموس السوريين الشرفاء ومصطلحاتهم.
وإذا كانت السيادة والحرية تعني في المواثيق والشرائع الدولية التي توافقت عليها الأمم، هي سيادة الدولة والشعب على أرضه وسمائه وبحره فإن السيادة أيضاً تعني سيادة الشعب على قراره وحريته في ممارسة حقوقه وإنجاز استحقاقاته الدستورية، وأهمها على الإطلاق انتخاب قيادته واختيار نظامه السياسي الذي يلبي طموحاته ويحقق رقيه وازدهاره.
ومن هذا المنطلق فإن وقع الكلمة ووضعها في مكانها الصحيح الذي يحقق السيادة ويصونها ويقف حائلاً من دون التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية يرقى إلى مستوى الدم الطاهر الذي يُهرق لحماية الوطن وصون ترابه.
ولهذا كله فإن السوريين وهم على موعد مع الاستحقاق الرئاسي في السادس والعشرين من هذا الشهر يستعدون لقول كلمتهم وانتخاب رئيسهم وإثبات سيادتهم وحرية قرارهم الذي جهد أعداء الوطن على مدار السنوات العشر الماضية على أن يرهنوه لمصالحهم وبإنجازهم لهذا الاستحقاق بنجاح وعدم السماح لأي كان بالتشويش عليه فإننا سنكون حقيقة أمام امتحان حقيقي لسيادة ممهورة بالدم والكلمة المسؤولة.
#سورية_تنتخب_2021