ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة /21/ منه حق الفرد بالاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده، إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يُختارون اختياراً حراً.
من هذا المنطلق يتأتى حق المواطن في بلدنا الحبيب سورية بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 26 من شهر أيار القادم، ولكل مواطن في سورية حق أصيل تحترمه القوانين ويقرّه الدستور ويحثّ عليه أصحاب القرار لإضفاء الشرعية القانونية الداخلية أولاً وأخيراً على من يتبوأ هذا المنصب ويقود سورية نحو الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.
لقد هدفت الحرب التي شُنت على سورية خلال السنوات العشر الماضية إلى تدميرها وتقسيمها وتعطيل مؤسساتها بكل أنواعها وأشكالها وعلى رأسها مؤسساتها السيادية الرئيسية كمؤسسة الرئاسة ومؤسسة التشريع ومؤسسة التنفيذ ومؤسسة حماية حدود الوطن وصون أمنه الداخلي، ولذلك كانت حملات التضليل الإعلامي والسياسي تركز كل أكاذيبها وتلفيقاتها وحيلها وتزويرها على هذه المؤسسات بهدف نزع الشرعية الشعبية التي أعطاها لها الشعب العربي السوري عنها.
ومع كل ضروب الفشل التي منيت بها وسائل التضليل والتزوير وداعموها لا تزال تحاول يائسة النيل من الدولة السورية، وهذا ما يتجلى بوضوح في الأصوات التي تنعق من هنا وهناك، وفي هذه القناة الإعلامية المضللة أو تلك.
من حق السوريين أن يذهبوا إلى الانتخابات ويشاركوا في كل الاستحقاقات التي ضمنتها مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقبلها مواد الدستور في الجمهورية العربية السورية وتعديلاته كافة، ولكن متى يصبح هذا الحق واجباً؟.
بكل تأكيد يصبح حق المواطن السوري في الانتخاب واجباً عليه عندما يكون تعبيراً عن إرادته في الدفاع عن سيادة دولته واستقلالها في مواجهة استهداف أعدائها، وما الحصار الاقتصادي المفروض على سورية إلا شكل من أشكال الاستهداف الذي لا يقلّ إجراماً عن جريمة دعم الإرهاب وتبني التنظيمات الإرهابية التي عاثت فساداً وقتلاً وتدميراً في الدولة السورية وبنيتها التحتية ومحاربة الشعب السوري في لقمة عيشه، وفرض العقوبات الجائرة الأحادية الجانب عليه هي الوجه الآخر للحرب الإرهابية، ولذلك فإن من واجب السوريين الذين تصدوا للإرهاب طوال السنوات الماضية أن يذهبوا للانتخابات ويشاركوا في رسم مستقبل سورية وترسيخ خياراتها كما شاركوا في الدفاع عنها في أعتى حرب إرهابية قادتها ولا تزال دول كبيرة وأخرى صغيرة تقف اليوم على حافة اليأس، وبيد السوريين وحدهم قدرة دفعهم إلى اليأس الكامل والهزيمة المنكرة، ونحن واثقون أنهم سيفعلون ذلك.