رسائل نووية دقيقة

لم يعد خافياً على أحد مدى الاستهداف الأمريكي- الصهيوني للجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحاولات النيل منها وتحطيم إرادة شعبها المتطلّع للتقدم والازدهار في المجالات كافة.

كذبة السلاح النووي المزعومة التي تحاول دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة ومن خلفها الشيطان الصهيوني إلصاقها بطهران والنفخ فيها وتضخيمها إلى حد تصويرها كتهديد للعالم برمته، ما هي إلا ذريعة رخيصة لوقف برنامج إيران النووي السلمي، بل تحطيمه والقضاء عليه ومعه كل إمكانية للتقدم العلمي والتقني الذي يجعل صاحبه سيداً ومستقلاً وله موطئ قدم ومكانة بين الأمم المتطورة.

أكذوبة السلاح النووي الإيراني تذكّرنا بأكذوبة السلاح الكيميائي التي دأب الغرب ومعه أمريكا والكيان الصهيوني على إلصاقها بالدولة السورية والجيش العربي السوري لنفس الغايات والمرامي، أي استهداف الدول والشعوب التي لا تنضوي تحت عباءة المحتل والمتغطرس والمستعمر.

إيران التي لم تترك فرصة أو مناسبة أو وسيلة لإثبات سلمية برنامجها النووي وشفافية استخدامها له من توقيع البروتوكولات ذات العلاقة مع هيئة الطاقة الذرية والسماح لمفتشيها بزيارة منشآتها النووية بشكل مفاجئ، وصولاً إلى توقيع الاتفاق مع مجموعة الـ«خمسة+ 1»، لم تستطع ثني الغرب ولا واشنطن عن النفخ بالقربة المثقوبة نفسها، وهذا دليل واضح على أن الهدف ليس منع إيران من امتلاك السلاح النووي حسب زعمهم، بل محاصرة هذا البلد وخنقه ومنعه من أي دور إيجابي يسهم في بسط الأمن والاستقرار في المنطقة لتخلو الساحة للكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا ودول الغرب التابعة لها لسلب إرادة شعوبها واستغلال ثرواتها ومقدراتها.

ولهذه الأسباب فإنه كلما خطت إيران خطوة باتجاه تثبيت سلمية برنامجها النووي نجد أن أصابع الكيان الصهيوني وبالتنسيق مع حليفته واشنطن تلعب بأمن واستقرار إيران، وما حادثة مفاعل نطنز التي تزامنت مع محادثات فيينا لإعادة واشنطن إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه تلبية لرغبة «تل أبيب» إلا خير دليل على ذلك.

إيران التي خبرت سياسات الغرب وعرفت مراميه وأساليبه في اللف والدوران والنفاق، وعرفت أيضاً أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة؛ وجّهت لهؤلاء رسالة نووية دقيقة وسريعة ومن الموقع نفسه الذي تم استهدافه «مفاعل نطنز» بأن رفعت نسبة التخصيب فيه إلى ما نسبته 60 في المئة مع إمكانية الزيادة إلى الدرجة التي تريدها لتقول لهؤلاء: إننا لن نفاوضكم إلى ما لا نهاية وأنتم تشددون علينا عقوباتكم إلى الدرجة القصوى، وكل ذلك على حساب شعبنا وازدهاره، فإما رفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي، وإما قد تفاجؤون بما لا تتوقعون.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار