التعليم المبكر .. مرحلة تأثيراتها إيجابية على الأطفال
هناك إجماع بأن السنوات الأولى من حياة الطفل هي فترة حساسة في عملية النمو، وتكون الأساس في مرحلة الطفولة وما بعدها من أجل الأداء المعرفي والقدرات السلوكية والاجتماعية، وغالباً ما يشار إلى التعلم المبكر باسم الحضانة، وبغض النظر عن الاسم فإن الهدف واحد هو إعداد الأطفال الصغار للانتقال إلى مرحلة التعليم اللاحقة، فعند إرسال الطفل في سن ما قبل المدرسة إلى أحد برامج التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة ستؤثر عليه تأثيراً إيجابياً وتمنحه دافعاً قوياً نحو المستقبل.
د. سلوى مرتضى رئيس قسم رياض الأطفال في كلية التربية جامعة دمشق قالت: التعليم المبكر هو ضمان التحاق الأطفال بالمدرسة في الوقت المناسب، بالإضافة إلى تنمية استعدادهم العقلي والمعرفي، والاجتماعي، والعاطفي فتشجيع الأطفال على اللعب والاستكشاف يساعدهم على التعلم وتنمية قدراتهم الاجتماعية والعاطفية والبدنية، والثقافية، ولا يمكننا تجاهل أهمية اللعب في توسيع مداركهم، ويشكل اللعب حجر زاوية في قدرة الأطفال على التعلم بغض النظر عن طبيعة هذا اللعب، وعملية التسلية هي تجربة تعليمية قوية ومتعددة الأوجه، فاللعب يشمل الاستكشاف والتجربة اللغوية، وتوسيع المدارك، وتنمية مكثفة وللسنوات الثماني الأولى وعلى الأخص السنوات الثلاث الأولى منها أهمية كبرى، نظراً لأن التأثيرات المترتبة على الرعاية والاهتمام اللذين يلقاهما الطفل في هذه المرحلة تستمر طول حياته، إن التعلم لا يقتصر على سن معينة أو على بيئة دراسية رسمية، ففي الواقع قدرة الطفل على التعلم تبدأ لحظة ولادته، ويعتمد الجانب الأكبر من نماء الطفل وقدرته على التعلم على الحنان، والاهتمام واستثارة الحواس، بالإضافة إلى التغذية السليمة والرعاية الصحية الجيدة، وتثمر الاستثمارات في تنمية مرحلة الطفولة المبكرة من خلال أنشطة التعليم المبكر، والارتقاء بمستوى الاستعداد للمدرسة، إلى جانب التدخلات في مجالي الصحة والتغذية، والمهارات الاجتماعية.
ومن هنا نرى أن التعلم المقصود ليس تعلم القراءة والكتابة المبكر، بل هو تعلم الخبرات الحياتية المختلفة، وكل ذلك يتطلب منا إحاطة الطفل بالحنان والعطف والأمان، والرعاية لنشجعه على التعلم والاكتشاف، وأي ضغط على الطفل من أجل تعليمه القراءة والكتابة لا يعد خطوة ناجحة، بل يمكن أن يحبطه ويحمّله فوق طاقته، لذا علينا تعليمه من خلال اللعب والاستكشاف والتجربة، كل ذلك ينمّي حواسه ويعده للتعلم في المستقبل.