ادعاء كاذب

رغم تحفظنا على المثل الشعبي المنطبق على رئيس النظام التركي رجب أردوغان من باب التصديق (أسمع كلامك أصدقك أشوف أفعالك أتعجب)، بل انطبق عليه القول، وكذب الكذبة وصدقها، متى كان أردوغان نصير الإسلام، ومتى دافع عن الإسلام والمسلمين، عندما أدخل قواته أراضي جارته سورية التي كانت بالأمس القريب المحببة إليه كما أدعى، وكان إذا اشتهى وزوجته شيئاً في الشام أصبح في أحياء دمشق القديمة، أكل من كل ما لذ وطاب مشفوعاً بحسن الضيافة، إلا أن الملح لم يضمر به فشرع أبوابه من كل حدب وصوب لكل الإرهابيين والمرتزقة وحمى البعض وجنّس الآخر ودرب الثالث وسهل مهمة الرابع حتى أمسى النظام التركي المرجعية لـ(داعش) و(النصرة) وكل التسميات الإسلامية، والإسلام منها براء، وبعد أن غسل يديه من تحقيق ما يرغب به في سورية رغم كل أفعاله النجسة من أهدافه القريبة والبعيدة، ذهب إلى الجارة العربية الأخرى العراق، وعندما كبرت طموحات (المرشد) واستعادة أمجاد (السلطان) ما بين العمامة والطربوش فكانت الدولة العربية الثالثة ليبيا محط أطماعه، حيث نقل إليها “جبابرة” الإرهابيين من سورية ومن “الإخونجيين” المستوطنين في ضيافته بانتظار “المهمة” الجديدة، فكان ذلك، فعاث فيها خراباً وفساداً ليس كما يدعي وكما ادعى أجداده العثمانيين بأنهم “حماة” الإسلام، و”مناصرون” للمسلمين وبنفس الكذبة وذات الايدولوجيا، ولكن هذه المرة “بطقم وغرافة” يدعي أردوغان زوراً وبهتاناً أنه “يدافع” اليوم عن الإسلام، من يدافع عن الإسلام والمسلمين لا يسرق أرزاقهم وحاجاتهم ولا يقطر معاملهم ومصانعهم، وينهب صوامع حبوبهم، وينقل قطعان أغنامهم إلى تركيا في رابعة النهار، بل لا يحتل أرضهم ويهجر سكانها ولا يغير أسماء البلدات والقرى والمدارس، ولا يفرض اللغة والعملة التركية “لتتريك” المناطق المحتلة لكنه كلام باطل يراد به باطل وما يفعله رئيس النظام التركي ليس بجديد فقد فعله أجداده العثمانيون وبنفس الدعاية وبذات الكذبة حكم أجداده البلاد العربية وإذا انطلت كذبة العثمانيين الأوائل على أجدادنا لن تنطلي كذبة أردوغان علينا بأنه “محامي” الإسلام و”نصير” المسلمين بل هذا كلام وورقة رابحة وحصان سبق لتحقيق مآربه السياسية عبر صنعه “بطولات” زائفة نسجها من بنات أفكاره ولكن سداراته باتت مكشوفة ولولبيته أمست مفضوحة لأقرب المقربين إليه من أهل بيته وعناصر “العدالة والتنمية” بأنه رضيع الايدولوجيا “الإخونجية” اللاعهد لها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار