حمار أم فيلا.. لا فرق!
مثلي مثل أي قارئ أو متابع أو مشاهد يتساءل ما سبب اختيار الفيل شعاراً للحزب الجمهوري، والحمار للحزب الديمقراطي وانتخابات الرئاسة الأمريكية المزمع إجراؤها بعد غد الثلاثاء في الثالث من شهر تشرين الثاني بين المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، من دون غيرهما من الحيوانات الأخرى التي تتميز بالسرعة والقوة والرشاقة مثل النمر والوفاء مثل الكلب الذي لا يكاد يخلو بيت في أمريكا من وجود كلب أو أكثر تعيش مع أفراد الأسرة ولكن الطبع يغلب التطبع، وفعلاً شعار الفيل للجمهوري يدل على ضخامة حجمه وكناية عن قوته وكثرة المال، والأصوات الانتخابية الوازنة وهو بذات الوقت يتميز بالشراسة والذاكرة القوية ويشكل خطراً على من حوله إذا خاف من فأر، وهنا كلمة السر، هذا هو الحزب الجمهوري ورئيسه، يخاف من فأر وقد يطحن مدينة كاملة ويحطم حقول كاملة ويدهس عشرات الأطفال، وهذا هو التفسير الحقيقي لروح الشعار الذي يفتخر به أنصار الجمهوري، بينما الحمار الذي يمثل القوة والصبر والتحمل والقدرة المستمرة على الحركة والكد المتواصل والعند لأنصار الحزب الديمقراطي وعند الأمريكيين، إلا أنه يعرف بالغباء في المنطقة العربية، وهذا هو حقيقة الحزب الديمقراطي وممثله لأنه يجهل المنطقة العربية رغم ادعائه أنه يعرفها جيداً ولكن شعارهم يشير بالبيان عليهم أنهم رغم امتلاكهم أكبر السفارات في المنطقة العربية التي تعج بعناصر الاستخبارات وأكبر القواعد العسكرية غير أن الإحداث المتعاقبة أثبتت أنهم يجهلون قيم وأخلاق وطباع المنطقة وقاطنيها.
بعيداً عن صفات الحمار، والفيل وإن كنا نأمل، أن يجسد أتباع الحزب الديمقراطي شعبية وبساطة الحمار وأتباع الجمهوري قوة وضخامة الفيل لنصرة الشعوب والأمم الفقيرة، لا سحقها بينما هم بجناحيهما شعبويين وعنصريين حتى مع أبناء جلدتهم ويمارسون القوة والغطرسة على مواطنيهم وحادثة القتل والدعس والخنق لمواطنهم من أصل إفريقي جورج فلويد ما تزال حاضرة ودماؤه لم تجف بعد.
ساعات قليلة على تتويج الرئيس 46 ولا يهم سواء كان ديمقراطياً أم جمهورياً فكلاهما وجهان لعملة واحدة، وديدنهما المزيد من حصار الشعوب ونهب خيرات الأمم واحتلال أراضي الغير ونصب قواعد عسكرية لنقل وتسهيل الإرهابيين سواء بوداعة وغباء الحمار الذي يجهل ويتجاهل عامداً متعمداً خصوصيات المنطقة العربية وتراثها العتيق العريق وينحاز “لإسرائيل” أم بضخامة وجبن الفيل الذي قد يهرب إلى الإمام أو إلى الخلف من فأر ويحطم كل ما تطأه قدمه وفي كليهما شر مستطير.