وجه أمريكا.. مناظرة للقبح
نعم هذا ما نراه ونسمعه عن “أمريكا الحلم”، عن أمريكا “الباحثة عن الأخلاق بين نخبها”، عن رئيس “يتمتع بالأخلاق” ولو بالشكل فقط، لكن ليس من هذا النوع الذي شاهده العالم في أول مناظرة تلفزيونية بين الرئيس الحالي دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن.
لا لغة للاحترام كانت متوافرة في المناظرة، كأنها حفلة للشاتمين الباحثين عن “زهو الانتصار” الآني بأي طريقة، والخلاصة المهمة التي نخرج بها من هذا اللقاء هي منْ يكسر منْ ومن يربح نتيجة للسباب والشتائم، وكأن لا قتلى للعنصرية في الشوارع الواسعة أو الخلفية.. الأزقة في أمريكا مضمار لصدى العنصرية.. القتل مستباح وكذلك كل أنواع المهانة، المهم ألا تسجل الكاميرا لحظة أو ثواني لذاكرة التاريخ تنغص على المتنافسين أو الحزبين ومن خلفهما “لوبيات” التصنيع الحربي والاحتكار تفاهماتهما أو حتى اختلافاتهما المخطط لها، الصراع بينهما على الشكل فقط .. ترامب أو بايدن لا أكثر.
المهم لأمريكا ليس الشخص بل أن تسير بحركة تصاعدية عجلة استعباد الشعوب بالأوراق النقدية “الدولار”.. السيطرة على العالم بالعملة التي ليست مشكلة في أمريكا التي تستطيع طباعة ما تشاء منها بلا رقيب أو حسيب، إذا كنت بائعاً لعرق جبينك لأمريكا أو شارياً منها وأنت خارجها فأنت الخاسر.. معادلة لابد لها وخاصة للشعوب الخاملة أو المستسلمة، وعلى كل حال منْ ذاك الذي يراقب أو يحاسب أمريكا؟، لكنها لا تكتفي بالثروات بل تريد أرواح الشعوب وموروثاتها لكي يحيى العالم بالحالة الأمريكية بـ”الحلم الأمريكي”.
مهما كانت محصلة المناظرة أو حتى الانتخابات، فإن شعوب العالم لا تنتظر خيراً من أمريكا، لكن هذه الهدنة المؤقتة التي يأخذ بها العالم إجازة من كوارث أمريكا المنشغلة بتبديل الأوجه أو الاستقرار على الوجه القديم وحتى لسانه، لابد أن تذهب، لتكتشف الشعوب الأسلوب والشكل الجديد في السياسة الأمريكية المعتمدة لأربع سنوات قادمة، وبكيفية الاستمرار في نهب واستعباد الشعوب.
هذا وجه أمريكا عندما تتصاعد وتخرج فيه الخلافات للعلن بين “لوبيات” المصالح ويصبح التنافس فيها على كل شيء، فيمزق الستار ويختفي الاحترام الظاهر حتى بين الوحوش أنفسهم.. تقليدياً حتى المنابر مهما كانت لها احترامها.. الأمريكيون غير محظوظين، فهم -كما العالم- بين السيئ والأسوأ.