مخلب الشيطان!
المتتبع لسياسة النظام التركي على مدار السنوات العشر الماضية، ولاسيما بعد وصول الإرهابي رجب أردوغان إلى رأس هرم السلطة في تركيا يجد أن السمة الأساسية لهذا النظام ورئيسه هي الكذب والخداع وإشعال نيران الفتن والحروب في المنطقة وجوارها، سواء بالوكالة أو الأصالة، ودافعه من وراء ذلك حلم متعفن بإحياء “أمجاد” الإمبراطورية العثمانية البائدة.
لقد بدأ هذا النظام عهده في الحكم بكذبة «صفر مشاكل» على لسان أحد أعضائه السابقين «وزير الخارجية ورئيس الحكومة الأسبق» أحمد داود أوغلو الذي قفز من قارب الكذب والنفاق بعدما ثقل وزنه وميزانه بهما ليعلن أنه “بريء” من هذا النظام وجرائمه الفظيعة في جواره القريب سواء في سورية أو العراق ومسؤوليته المطلقة عن إزهاق مئات آلاف الأرواح في هذين البلدين الجارين.
ما يلفت أن هذا النظام الذي امتهن الكذب والنفاق وتذرّع “بنصرة الشعوب الشقيقة ومساندتها في رفع الظلم والاضطهاد عنها” لتبرير تدخله في شؤونها الداخلية تحول من نظام كاذب ومراءٍ إلى مخلب الشيطان في المحيط القريب والبعيد، حيث إنك تجده واضعاً يده في أي نزاع، بل مؤججاً لأي نزاع، وطرفاً مباشراً فيه كما يفعل اليوم في النزاع الأذربيجاني- الأرميني، ناهيك عن تدخلاته العدوانية السافرة في شؤون ليبيا وقبلها في سورية والعراق وبينهما في اليونان وقبرص، «والحبل على الجرار» كما يُقال في المثل.
في المحصلة لقد ابتدع أردوغان ونظامه السياسي أسلوباً جديداً في السياسة، حريٌّ أن يطلق عليه «أسلوب التصعيد وإشعال الحروب» بقصد الابتزاز في ظل مجتمع دولي غير مستقر ولا متفاهم وتحكِم دوله -ولاسيما الغربية منها- رغبة السيطرة وإعادة “أمجاد” الاستعمار والاستغلال وقهر الشعوب ما أحيا في عقل هذا الإرهابي المريض حلم إحياء «الرجل المريض» والذي تؤكد كل المعطيات أنه حلم لن يتحقق أبداً مهما طالت وتشعبت مخالب الشيطان ولن يكون مصيره سوى النبذ والخذلان.