العدو نفسه للعالم

العالم يواجه العدو نفسه والاعتداءات نفسها ومن الدول نفسها، فليس أسوأ من الاعتداء على الدول في ظل جائحة إلا “عقوبات” وحشية تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية وتسير بها الحكومات التابعة في أوروبا، فأي من الأمرين ستواجهه الشعوب أولاً “العقوبات” أم الوباء؟ مع العلم أن أحدهما يكمل الآخر ويزيدان معاً من قهر الشعوب.
من المثير للاهتمام أن يذكر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن العالم كله يواجه العدو نفسه في الوقت الراهن، ويقصد وباء “كوفيد19″، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن أن تشارك حكومته في تأييد واشنطن -أعلنت ذلك أم لا- فقد يكفي أن يكون قراراً أمريكياً حتى نعلم أن هناك إجماعاً غربياً في “خنق” الدول، فهذا ربما لم ينتبه إليه جونسون!.
لقد ذهبت أمريكا وبتأييد أوروبي باستبدادها أبعد ما يكون، ولم تسبقها إليه أي إمبراطورية آفلة، فقد امتدت مخالبها إلى حلوق الشعوب وإلى أبسط أدوات معيشتها، إضافة إلى الصراعات العنصرية والطبقية في جوفها وما تفرغه من حقد على أصحاب البشرة السوداء من مواطنيها أنفسهم، فإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تحاول “خنق” السوريين و”تعاقبهم” وصلت بوحشيتها إلى الذروة، فالخنق من جورج فلويد إلى الشعوب في سورية وفنزويلا وكوبا وإيران وغيرهم هو واحد، وهو السلوك الإجرامي الهمجي ذاته الذي مارسه من وصل إلى الأمريكيتين من المستعمرين قبل قرون ضد الهنود الحمر.
الشعوب تكتوي بممارسات غربية تنتهج الحصار والعقوبات وحاملات الطائرات، كأدوات ليس فقط للسيطرة ونهب الثروات بل اتخذت بعداً آخر في أسفل السلم الإنساني وهو إبادة الشعوب وتهجيرها, فهذا الغرب ومنذ أكثر من سبعة عقود يشن الحروب ويفرض الحصار والعقوبات على الدول، أولاً: في دوائها، وثانياً وليس آخراً في لقمة عيشها، فكل فرد خارج العالم الغربي هو محاصر بشيء من غطرسة العالم الذي يدعي أنه “حر”.
مواجهة الأوبئة ليست جديدة على العالم، لكن الجديد فيها غطرسة أمريكية ترى لنفسها “الحق” في فرض “العقوبات” وخنق الشعوب وأدوات الحياة، فالشعوب بين وباء “كوفيد19” ووباء العصر “أمريكا”، هي ملزمة بالتعاون حتى انقضاء هذه المرحلة الحرجة من عمر هذه “الحضارة” التي عنوانها الفوضى والاضطهاد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار