أيام أردوغان الأخيرة

يعاني رئيس النظام التركي رجب أردوغان من عقد سياسية وتاريخية واستعلائية و”عثمانية” ويلهث متمنياً صنع تاريخ جديد يعيد إلى الأتراك أمجاد “السلاطين”، على حد طموحاته الكاذبة حيث يصدّر إرهابييه ومرتزقته براً وبحراً وجواً إلى جواره القريب والبعيد، ويحمل دولته وجيشها ما يفوق طاقتهما.
لا شك أن سياسيات أنقرة قد تحولت في عصر رئيس نظامها أردوغان من “صفر مشاكل” مع الجوار كما كان يدعي إلى إعلان الحرب على الجميع، ومع أنه فعل كل شيء ورمى بأقوى أوراقه إلا أنه عجز عن تحقيق ذلك رغم دخوله مباشرة بالحرب إلى جانب إرهابييه في سورية وفي العراق وفي ليبيا ورغم ذلك يلفظ أنفاسه الأخيرة مع حكومة “الوفاق “الإخونجية” في طرابلس برئاسة فايز السراج ورحيل نظام الإخوان في مصر وانكشاف حقيقة نظام الإخوان في الدوحة الممول الأهم لكل خطط أردوغان لنشر المعتقدات الإسلاموية في المنطقة العربية.
بات القاصي والداني يعلم أن أردوغان يعاني من جملة من العقد التاريخية والجغرافية مدعياً زوراً وبهتاناً أن جزءاً من سورية وجزءاً من العراق وجزءاً من ليبيا وكذلك قبرص واليونان وحتى أرمينيا هي “جزء من تركيا” متناسياً أن ما كان يسمى “بفتح عثماني” هو سوى احتلال ونهب أجداده كل ثروات وخيرات الدول العربية على مدار 400 سنة من الاحتلال والتنكيل والإعدامات والسرقات والتجهيل والتخلف وباسم الإسلام، وها هو يريد “السلطان” أن يعيد أمجاد أجداده عبر نشر “الإخونجية” بعد أن نهب كل ثروات الشمال والجزيرة السورية ولم يرتو وذهب إلى ليبيا لذات الغاية، ويغرق طرابلس بالآلاف من الإرهابيين وحشد نخبة قواته أمام سواحل اليونان وقبرص بل ذهب إلى أبعد من ذلك وباعتراف أحزاب تركية وازنة أنه ينقل متزعمي إرهابيه للقتال في أذربيجان ضد أرمينيا لتحقيق أحلامه الإمبراطورية ونسي وتناسى أن إمبراطورية أجداده كما كل الإمبراطوريات التوسعية والاحتلالية دفنت وأزيلت حتى من كتب الجغرافيا والتاريخ وهذا مصير أحلامه أيضاً.
لقد فشل ما يسمى زوراً وبهتاناً “الربيع العربي” بالوصول إلى خواتمه المرسومة الذي ثبت أنه “ربيع “عثماني صهيوني حلم به أردوغان لما يسمى تركيا “العظمى” و”إسرائيل الكبرى” وراح أردوغان يرمح يميناً ويساراً، وأثبت لشعبه وللعالم أنه رئيس نظام إسلاموي شعبوي عنصري ولاؤه المطلق لنفسه وطموحاته لنشر الفكر “الإخواني” وعودة “الباب العالي” و”حريم السلطان” ولكن أحلام الليل يمحوها النهار، فهل يتعظ أردوغان ويراجع حساباته بعد أن فشلت خططه في سورية والعراق ودنت أيامه الأخيرة في ليبيا وتجييش الاتحاد الأوروبي واصطفاف “ناتو” ضده بعد أن تحرش بقبرص واليونان، أم نحن أمام مغامرة واستدارة جديدة أخرى لإطالة عمره السياسي قليلاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار