طموحات أردوغان القاتلة
بحجة حماية الأقليات التركية في المحيط الإقليمي والدولي، أقامت تركيا قواعد عسكرية منذ العام 1974 في جزيرة قبرص وأعلنتها أنقرة من ذلك الحين ومن جانب واحد ما يسمى “جمهورية شمال قبرص”، ولم تعترف بها أي دولة في العالم سوى تركيا المحتلة.
ومنذ وصول رئيس النظام التركي كرئيس وزراء في العام 2003 إلى 2014 ثم رئيساً لتركيا منذ العام 2014 وحتى كتابة هذه الكلمات وطموحاته لم يعد يحملها رأسه بدءاً من أحياء أحلامه “العثمانية” و”سلطة الباب العالي” و”ديوان أمير المسلمين” وآخرها “المرشد العام للإخوان المسلمين في العالم”، مستغلاً ما يسمى “الربيع العربي” زوراً وبهتاناً فدخل الحرب على سورية إلى جانب الإرهابيين بشكل مباشر بعد أن فشلوا بتحقيق أهدافه وغاياته التوسعية المبيتة، وأقام قواعد عسكرية في العراق ليكون على مرمى حجر من الحدود الإيرانية وأقام قواعد عسكرية في قطر لتكون قواته في عمق مياه ومضائق الخليج العربي وأقام قواعد عسكرية في الصومال لتكون قواته على خليج عدن وأقام قواعد عسكرية في إريتريا لتكون قواته عند منابع النيل وليضغط على مصر والسودان بالتوافق مع الكيان الصهيوني مائياً وصولاً إلى شرق المتوسط، وفي المياه الإقليمية والدولية، عبر نقل إرهابيه ومرتزقته ليقاتلوا إلى جانب حكومة “الوفاق” في طرابلس برئاسة فايز السراج وهذا هدفه القريب، أما هدفه البعيد فهو نصب قواعد عسكرية دائمة في شرق المتوسط لاعتراض خطوط نقل الطاقة والتنقيب عن النفط والغاز في الجرف القاري لكل من اليونان وقبرص وصولاً إلى عمق المياه الدولية المتاخمة لحدود فرنسا وايطاليا وتهديد حدود أوروبا بحجة فتح حدود بلاده للمهاجرين المطعمين بكبار متزعمي الإرهابيين من “داعش” و”النصرة” التي نجح النظام التركي بتفريخ الآلاف منهم لزرعهم في الدول المجاورة وتهديد أوروبا بهم بين الحين والآخر كل هذا مترافقاً مع مناورات عسكرية في بحر إيجة في ظل مباركة أمريكية وانقسام في “ناتو” بين مؤيد ومعارض ومحايد وهذا يشي بأن رئيس النظام التركي يسير وفق بوصلة الإدارة الأمريكية ويتجه حيث المؤشر الأمريكي، وما المهاترات بين أدارة ترامب ورئيس النظام التركي سوى مسرحية معدة مسبقاً ومتفق على ثمن البطاقة وموعد العرض والمكان وعلى كل المشاهد والفصول، على أن يكون التمويل “إخونجياً” قطرياً، لتنال الأخيرة بعد ذلك “شرف الكومبارس” والتصفيق في نهاية المسرحية.. ولكنها سوف تبقى مسرحية.