صراع (حريم) ترامب
كتاب آخر وجديد يكشف خفايا وأسرار ما يدور في أروقة البيت الأبيض، وهذه المرة لا يتكلم عن الحرس، أو المطبخ أو عن عمال الزراعة أو النظافة وإنما يشرح أدق التفاصيل والخلافات والمناكفات والمؤامرات بين إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبيرة مستشارات ميلانيا زوجة ترامب، اللافت هذه المرة أن المؤلفة لا تتكلم عن لسان فلان أو نقلاً عن فلان ولا تحليل رسائل شفهية أو مكتوبة وإنما كانت تعيش بين جناحي الأسرة والزوجية وهي ليست موظفة بل كبيرة المستشارات لسيدة البيت الأبيض الأولى.
أنها ستيفاني وينستون وولكوف، مؤلفة كتاب (ميلانيا وأنا) والمزمع طرحه للبيع في كل مكتبات أمريكا في اليومين القادمين، ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقتطفات منه تشرح في أكثر من فصل كيفية محاولات إيفانكا تقويض وأضعاف وإفشال زوجة أبيها ليس في أروقة البيت الأبيض وإنما في كل المحافل الدبلوماسية، واللافت حسب “الغارديان” أن آلاف النسخ حجزت قبل طرح الكتاب للبيع لمعرفة أسرار جديدة، عن البيت البيضاوي هذا الكتاب ليس الأول ولن يكون الأخير الذي يكشف خفايا وأسرار عن حياة ترامب وعائلته، فقد كان قبله كتاب (كيف صنعت عائلتي أخطر رجل في العالم) لمؤلفته ماري ترامب ابنة شقيق الرئيس ترامب التي تفضح سلوكيات عمها وأنه لا يصلح لإدارة حتى مدرسة وليس دولة بحجم أمريكا حسب وصفها وكتاب (الغرفة التي شهدت الأحداث) الذي ألفه جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق وعرضت صحيفة “نيويورك تايمز” بعض فصوله خاصة في ما جرى في 12 نيسان من 2011، عندما كان ترامب رجل أعمال ومنحدر من ولاية نيويورك يتصدر حملة إعلامية تشكك بولادة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في أمريكا، وبالتالي لا يحق له الترشح لرئاسة أمريكا، حسب ادعاءات ترامب آنذاك وعندما وصل ترامب إلى البيت الأبيض أبطل كل ما اتفق عليه أوباما مثل اتفاقية الضمان الصحي والاتفاق النووي مع إيران وانسحب من كل الاتفاقيات الدولية التي كان أوباما يفخر بها وهذا جزء من الخلاف مع جو بايدن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني المقبل كونه كان يشغل منصب نائب أوباما آنذاك .
إذاً كما هو واضح أن الدسائس والمؤامرات والخلافات الشخصية العائلية والحزبية هو من يحكم صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وهنا تكمن الكارثة.