مع اشتداد تنافس المرشحين على الرئاسة الأمريكية بدأ دونالد ترامب بنشر الغسيل غير النظيف له ولغيره وكأن الظفر بفترة رئاسية جديدة يحتاج إلى لسان سليط يفرم كل من يقف في طريقه, ومن هذا القبيل يقول ترامب إن (عظمة) أمريكا سوف يحطمها مرشح الحزب الديمقراطي بايدن إن فاز بالانتخابات القادمة, مع أنه يعلم أن فوز بايدن لن يحطم شيئاً سوى جنون العظمة الذي يسيطر على ترامب الذي يتصرف كالثور الهائج ضد الأصدقاء والخصوم وضد شعوب الأرض قاطبة, ولم يشهد العالم في السنوات الأربع من وجوده في البيت الأبيض سوى الحروب والأزمات والفقر والجوع والتهديدات التي يتوعد بها ترامب في خطاباته (وتغريداته) التي لا تختلف عن نعيق الغربان.
ولكي لا يعتقد الآخرون بأنني أفضل وصول بايدن إلى السلطة أقول إن بايدن قد لا يختلف عن ترامب إلا بالشكل والحزب الذي ينتمي إليه وربما يكون أقل وقاحة في التعامل السياسي من ترامب لكن ترامب وبايدن يسعيان إلى زيادة تضييق الخناق على كل من يخالفهما الرأي أو يقف في وجه الاستباحة والتهور والهيمنة والقرصنة الأمريكية لخيرات الشعوب.
لقد عايش العالم فترات طويلة من تبادل السلطة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري لكن أحداً لم ولن يلمس تغيراً جوهرياً في السياسات الأمريكية تجاه الشعوب الأخرى.
إن المراهنة على بايدن أو على ترامب كالمراهنة على السراب, ولن تتغير السياسة الأمريكية تجاه الدول الأخرى بتغير الرؤساء وإنما تتغير بتغير مواقف الدول وقدرتها على التمسك بحقوقها وبخياراتها وقدراتها.
إن فوز بايدن لن يحطم “عظمة” أمريكا, كما إن فوز ترامب لن يعزز “عظمتها” -إن وجدت- ولكن من يهدد بتحطيم أمريكا هي تلك السياسات العدوانية التي وصلت إلى حد بات يرفضه الجميع.