هل خرجت الأوضاع في طرابلس وجوارها عن سيطرة “حكومة الوفاق” ومتزعمها فايز السراج؟
هكذا يبدو.. بدليل:
– رفض الليبيين مغادرة الشوارع حتى تنفيذ مطالبهم برحيل السراج و”حكومته”، وامتداد التظاهرات إلى خارج العاصمة طرابلس.. إلى الزاوية ومصراته وسبها وغيرها.
– تخيير الليبيين “حكومة” السراح بين الرحيل أو العصيان المدني.. وهذا التخيير ليس لوقت طويل.. المتظاهرون أمهلوا السراج أياماً فقط ولا مجال أمامه، عاجلاً أم آجلاً، سوى الرحيل.
– الليبيون خرجوا ليقولوا: كفى، لقد اكتفينا. ولا بد من إسقاط هذه الحكومة ومن يدعمها في الإقليم وعلى المستوى الدولي.. هذا يعني أن ليبيا ستتخلص من محور كامل معاد للشعب الليبي وآماله في مستقبل آمن ومستقر.
– سقوط ما سُمي “مبادرة وقف إطلاق النار” التي أطلقتها فجأة “حكومة الوفاق” وأرادت فرضها فيما هي تواصل التحشيد للهجوم على مناطق جديدة في ظل اتساع التدخل العدواني التركي إلى جانبها.. أكثر من ذلك بدا أن الليبيين تعمّدوا الرد على هذه المبادرة بالتجاهل وكأنها غير موجودة لتكون فعلياً بحكم الساقطة.. ثم كيف يمكن “لحكومة الوفاق” أن تقنع الليبيين “بنياتها الصادقة” من وراء هذه المبادرة فيما هي تحشد عسكرياً باتجاه خط سرت– الجفرة لتستولي على ثروات الليبيين وتضعها في يد المحتل التركي.
– تحرك أميركي عاجل لتحسين صورة “حكومة الوفاق”، وذلك بإرسال السفير الأميركي في طرابلس ريتشارد نورلاند للقاء السراج، على اعتبار أن التقاط بعض الصور معه “كفيل باحتواء غضب الليبيين”، وهذا اعتقاد غبي، فهذه الصور ستزيد غضبهم باعتبار أن واشنطن تدعم الطرف الذي أوصل أوضاعهم المعيشية إلى ما دون الصفر، هذا عدا عن القمع والاعتقالات والاغتيالات التي تمارسها ضدهم ميليشيا “حكومة” السراج.
– تحرك أممي بعدة بيانات -بالتوازي مع التحرك الأميركي- وكلا التحركين سعيا إلى صرف أنظار الليبيين باتجاه “التركيز على مبادرة وقف إطلاق النار” آنفة الذكر وبأن “فيها سلام واستقرار” البلاد، ولكن هيهات أن يصدّق الليبيون، وهم يكتوون منذ سنوات بنار “حكومة الوفاق”، فكيف وهي اليوم محسوبة على تركيا وتضع نفسها في خدمة أجنداتها؟
هذا غيض من فيض.. وقريباً لن تجد “حكومة الوفاق” أمامها سوى الرحيل أياً يكن الدور الذي سيلعبه الخارج الداعم لها.