هل تبدأ الحرب؟.. ضرب العمق الروسي يقسم «الأطلسي»
تقرير – راتب شاهين:
تواصل الإدارة الأميركية برئاسة المنتهية ولايته جو بايدن، مساعيها لخلط الأوراق في الساحة الأوروبية، وتوريطها في النزاع الروسي- الأوكراني، حيث إنها ما زالت تراهن على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المنتهية ولايته هو أيضاً لتغيير شيء ما من الخريطة العسكرية في النزاع مع روسيا.
ورغم عدم تأكيد واشنطن معلومات عن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» الباليستية التكتيكية البعيدة المدى، لكن لم يتم نفي حصول كييف على الصواريخ واستحواذها عليها، وهي بخصائصها قادرة على ضرب العمق الروسي، فالتأكيد على السماح من عدمه- واشنطن لا ينقصها الكذب- يبقى برهن الوقت والظروف.
المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر علق بطريقة مبهمة على الموضوع قائلاً: «ليس لدي أي معلومات حول وجود تغييرات جديدة في سياستنا».
الترخيص باستخدام صواريخ «ناتو» يوتر الأجواء ويثير الجدل بين دول حلف شمال الأطلسي، او بالأحرى بين دول تقع في حزام النار الروسي، ودول بعيدة وبعضها يقبع خلف المحيط، وبعيدة إلى حد ما عن اللهب العسكري الروسي بوهجه التقليدي، فبينما تؤيد ذلك المملكة المتحدة وفرنسا، تعارضه ألمانيا وسلوفاكيا وغيرهما، والقرار المؤكد لدى واشنطن.
دول عديدة ترغب بإنهاء الصراع، وترى ضرورة استعجال مفاوضات السلام للوصول إلى سلام دائم، ومنهم رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الذي قال: «أعرب عن عدم موافقتي الشديدة على قرار الرئيس الأميركي بالسماح باستخدام الصواريخ الأميركية البعيدة المدى ضد أهداف في روسيا»، وأوضح أن غرض واشنطن من مثل هذا القرار هو «تعطيل أو تأخير مفاوضات السلام تماماً».
المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أكدت أن استخدام أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى لضرب عمق الأراضي الروسية، سيغير جوهر الصراع بشكل جذري.
روسيا التي طالما حاولت بالأساليب الدبلوماسية منع الغرب من الانخراط المباشر في العمليات العسكرية إلى جانب كييف، أرسلت مراراً وتكراراً الرسائل التي ينبغي على الغرب فهمها قبل الوقوع في المحظور، لكن ليس كل شيء يأتي بالدبلوماسية في العلاقات الدولية، ولو كان كذلك لما وصلت الأمور بين روسيا و أوكرانيا إلى الحرب.
أما أن ينهي بايدن ولايته صامتاً بلا مزيد من المشكلات لخلفه، أو أن يذهب بالأطلسي إلى حيث قالت كارين كنايسل، التي شغلت سابقاً منصب وزيرة خارجية النمسا: «ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك في حالة وقوع ضربات «أتاكمز» في عمق روسيا؟ سيجد «ناتو» نفسه رسمياً في حالة حرب مع روسيا»، وهذا هو التغيير بجوهر الصراع بشكل جذري، كما قالت زاخاروفا.