6.2 مليارات ليرة قيمة أثمان العنب في السويداء.. وتحديد سقف السحوبات يؤخر تسليم كامل المستحقات لعامين
السويداء- طلال الكفيري:
يبدو أن روتين السحوبات اليومية المعمول به لدى المصارف العامة، بات يُشكل عقبة أمام استلام مزارعي العنب كامل مستحقاتهم من أثمان العنب المسلّمة لمعمل تقطير العنب في السويداء، فعلى الرغم من قيام الشركة السورية لتصنيع العنب في السويداء بتحويل 600 مليون ليرة كدفعة أولى من قيمة أثمان العنب إلى حساب اتحاد الفلاحين في المحافظة لدى فرع المصرف التجاري السوري في السويداء، بغية تسليمها للفلاحين، إلا أن الاتحاد لم يتسنّ له تسليمها للمزارعين كاملة، لكون سقف السحب اليومي المسموح به لا يتجاوز 10 ملايين ليرة، ووفق هذه التعليمات قد ينتظر الفلاحون نحو عامين للحصول على مستحقاتهم من أثمان العنب، وخاصة أن قيمة أثمان العنب تبلغ نحو 6.2 مليارات ليرة.
هذه المشكلة نضعها برسم وزارة المالية، بهدف توجيه المصارف العامة باستثناء أثمان المحاصيل الزراعية المسوقة، لشركات القطاع العام من هذه التعليمات لحين الانتهاء من صرف كامل المستحقات.
رئيس اتحاد فلاحي السويداء حمود الصباغ أوضح لـ” تشرين” أن المشكلة الأساسية تكمن بسقف السحوبات، المعمول فيه لدى المصرف التجاري السوري، كون حساب الاتحاد موطناً لديه، حيث لا يمكن للاتحاد أن يسحب من حسابه أكثر من 10 ملايين يومياً، وهذا المبلغ لا يغطي مستحقات مزارع واحد، ويتساءل الصباغ: لماذا لا يتم استثناء اتحاد الفلاحين على ساحة القطر من هذه التعليمات، ليتم صرف مستحقات المزارعين بيسر وسهولة من دون تأخير، لكون هذا الإجراء سينعكس سلباً على الفلاحين، وخاصة أنه مترتب عليهم التزامات مالية إزاء الصيدليات الزراعية، وأصحاب الجرارات وغيرها من الالتزامات الأخرى. وأضاف الصباغ : إن أثمان العنب تبلغ ستة مليارات و244 مليوناً، ووفق تعليمات الإدارة العامة للمصرف التجاري، ليس بمقدور الاتحاد سوى صرف شيك واحد من قيمة أثمان العنب ولفلاح واحد على ألا تتجاوز قيمة هذا الشيك 10 ملايين ليرة، وقد قام الاتحاد بتسطير كتاب لمحافظ السويداء، الذي بدوره تواصل مع إدارة المصارف العامة، ولكن لتاريخه لم نصل إلى حل لهذه المشكلة، لكون تسليم أثمان العنب وفق هذه التعليمات يحتاج إلى نحو عامين، فهل هذا منصف للفلاح في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الجميع؟.