هل ستشهد الرياضة السورية تغييراً جذرياً في مفاصلها؟
دمشق – معين الكفيري :
بات واضحاً أن الرياضة السورية تعيش أسوأ أيامها، حيث شهدت رياضتنا في الأعوام الأخيرة فشلاً ذريعاً ومخيباً للآمال والطموحات، وخاصة في ألعاب الكرات وبكرتي القدم والسلة، والجميع يدرك تماماً إذا كانت كرة القدم بخير فإن الرياضة السورية ستكون بخير، ولو تحدثنا عن اللعبة الشعبية الأولى التي فشل فيها منتخبنا الوطني الأول بالتأهل للدور الثاني من تصفيات كأس العالم، وخرج من الباب الخلفي للتصفيات يجر أذيال الخيبة والهزيمة بعد النتائج المخجلة والأداء الهزيل الذي تعرض له المنتخب، إضافة لذلك مزاجية بعض اللاعبين وخاصة المغرورين منهم وتخاذلهم وعدم الانضمام لصفوفه، كما فشل منتخب الناشئين بالتأهل لكأس آسيا.
كرة السلة!
كما شهدت اللعبة الشعبية الثانية تخبطات وأخطاء كثيرة على الصعيد الفني والإداري، ومنها تعرض سلتنا لغرامة مالية من الاتحاد الآسيوي 50 ألف فرنك سويسري، وبعد مضي أربعة شهور على ذلك مازلنا ننتظر من محبي البلد الغيورين على مصلحة رياضته محاسبة من تسبب بمعاقبة سورية بالغرامة المالية والحرمان من المشاركات الدولية الرسمية لمنتخبات الفئات العمرية حتى نهاية العام الجاري، وكذلك شهد الدوري الكثير من المشاكل والأخطاء، فالخيبات والهزات لا تعد ولا تحصى فشل وراء فشل، وكل اتحاد يتهرب من المسؤولية ويضع اللوم على غيره.
كما فشلت الرياضة السورية في تحقيق أي إنجاز في أولمبياد باريس، وخرج لاعبونا بخفي حنين وكانت الفضيحة الكبيرة لرياضتنا بهروب لاعب الجودو حسن بيان من أفراد البعثة السورية، أما على صعيد الألعاب الفردية فلم تحقق رياضتنا أي بصمة أو أي شيء يستحق الذكر، وأكثر المشاركات كان فيها لاعبونا ضيوف شرف، وبعض المشاركات الخارجية كانت للسياحة والسفر كما حدث مع منتخب الناشئين الذي شارك في بطولة العالم التي استضافتها كوريا الجنوبية، ومنتخبنا لم ينجح بتحقيق أي ميدالية لسورية على عكس المنتخبات العربية التي حققت ميداليات متنوعة.
إخفاق!
ومع العودة لألعاب الكرات هنا تبدأ المصيبة الكبرى، لا إنجازات بل إخفاق وفشل دائمان، ونتائج المنتخبات السورية صفر على الشمال رغم التحضير والاستعداد الجيد عبر إقامة معسكرات خارجية صرف عليها الملايين، وخاصة بكرتي القدم والسلة، وهنا نسأل ما هي أخبار منتخبات كرة اليد والطائرة؟ منذ فترة طويلة لم نسمع أخبارهما وهل شاركا في بطولة دولية؟ لنعترف بصراحة فألعاب الكرات تراجعت كثيراً لأن العمل فيها غير مدروس وعشوائي وكوادره الإدارية والفنية غير مؤهلة ومحترفة .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن مع انطلاق الانتخابات الرياضية، هل ستفرز الانتخابات حالة مختلفة برؤى جديدة؟ وهل ستشهد الرياضة السورية تغييراً جذرياً في جميع مفاصلها وتغيير جميع الوجوه التي لم تقدم إلا الهزات والخيبات لرياضتنا وجمهورنا؟