خلال محاضرة له بجامعة البعث في حمص.. بروفيسور روسي: دستورنا يجّرم الإساءة للقيم الأخلاقية والزواج المثلي وتغيير الجنس

حمص – ميمونة العلي:

أقامت جامعة البعث بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي بدمشق اليوم محاضرة للبروفيسور الروسي إبراهيم إبراهيموف نائب رئيس جامعة بياتيغورسك الحكومية في روسيا الاتحادية بعنوان: «تعزيز القيم الروحية والأخلاقية في روسيا من خلال ترسيخ تقاليد الأسرة ودورها في الحفاظ على المجتمع»، وذلك في مدرج كلية الآداب الكبير.
استهل البروفيسور إبراهيموف المحاضرة بعرض تاريخي للعلاقات السورية الروسية التي بدأت منذ عام ١٩٤٤م وبلغت الذكرى الثمانين من التعاون المتبادل والمثمر على مستوى البلدين في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية، وبين أن اختياره لهذه المقدمة التاريخية للعلاقات الوطيدة بين البلدين للربط بين شعبين لهما القيم الروحية والإنسانية ذاتها، مستعرضاً المراسيم الرئاسية الروسية التي تجرم الإساءة لتلك القيم.
وشرح إبراهيموف سياسة روسيا في الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية التقليدية وتعزيزها، مشيراً إلى أن روسيا هي أكبر دولة في العالم «١٧مليون كيلو متر مربع» من حيث المساحة ويعيش فيها ١٥٠ مليون نسمة من مختلف الأديان و الجنسيات، ويحق لجميع مواطنيها ممارسة شعائرهم الدينية وثقافتهم  وعاداتهم  وتقاليدهم بموجب دستور البلاد الذي يحترم حقوق الإنسان ويجرم جنائياً عدم احترام المعتقدات، مبيناً وجود ٧٣٣ مسجداً في مدينة دربنت لوحدها.
ولفت إبراهيموف إلى أن الأسرة عنصر مهم حسب التقاليد المتوارثة في روسيا وتدعم الدولة كل القيم الأخلاقية الروحية، ومنها الأسرة القوية وتمنع المثلية على سبيل المثال وتعد جريمة جنائية يعاقب عليها القانون، وأوضح أن الهدف من هذه المحاضرة تعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية بين الجامعات الروسية والسورية وتعريف الطلاب السوريين بالحضارة والثقافة الروسية التي تتشابه مع الثقافة السورية حد التماهي في بعض القضايا، وعلى رأسها الحفاظ على القيم والأخلاق ونبذ كل صيحات الانفلات، مبيناً وجود ١٠٠٠ منحة دراسية يقدمها المركز الثقافي الروسي للطلاب السوريين من مختلف الاختصاصات.
وفي تصريح خاص لـ«تشرين» لفت مستشار المركز الثقافي الروسي الدكتور علي الأحمد إلى تحديات كبيرة يواجهها المجتمع المحلي بضرورة الحفاظ على القيم والأخلاق التراثية التي تربينا عليها، فالصراع الثقافي أخطر وأشد فتكاً من الصراع العسكري والاقتصادي وسابق لهما، وهو ما يعمل عليه الغرب الهدام من خلال مشروع البليار الذهبي واجتثاث عدد هائل من البشر وتجريدهم من الأخلاق والقيم الروحية، وتفكيك الأسرة بنشر ثقافة الزواج المثلي وحرية تغيير الجنس، وغيرها مما يخالف أكثر من ٩٠٪ من قيم شعوب العالم وليس فقط روسيا وسورية، لذا وجب علينا لحماية مجتمعاتنا التعاضد مع الدول التي تشبهنا في الحفاظ على القيم الإنسانية و الأسرية التي لها علاقة  بالأخلاق والتقاليد الروحية.
وأوضح أن هدف المحاضرة التصدي للحرب بأدواتها الناعمة من خلال البرامج التي تفتح باب الحوار والتأمل مع جيل الشباب ليكونوا أحراراً ومسؤولين في الوقت ذاته، لذا تم اختيار  الجامعة كنقطة بداية لأنها تخرّج صانعي المستقبل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار