على «معبر جديدة يابوس» ممرضة تنقذ حياة مولودة فتسمى باسمها وتكرّم
تشرين – بادية ونوس:
“كان أداء الواجب المهني والإنساني حاضراً بقوة قبل أي أمر وأنا أقوم بعملية ولادة إسعافية لسيدة وافدة من لبنان”، هذا ما تؤكده الممرضة أميرة حلبوني من الكوادر الصحية الموجودة عند معبر جديدة يابوس بريف دمشق على الحدود اللبنانية السورية لتقديم الخدمات الطبية للوافدين من لبنان جراء العدوان الإسرائيلي.
واستذكرت الممرضة حلبوني ما قامت به من جهود تدل على خبرة الكوادر الصحية، وهي أمام حالة “مخاض مفاجئ” لإحدى السيدات الوافدات من لبنان، موضحة أنه بعد منتصف إحدى الليالي كانت الأسر الوافدة تسارع للدخول إلى سورية من المعبر بحثاً عن الأمان بعد رحلة شاقة قطعوها وهم في حالة خوف ورعب من وحشية العدوان الإسرائيلي، وخلال تقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم في المركز الصحي، كانت إحدى السيدات حاملاً في الشهر الأخير وبدت عليها علامات الولادة وطلبت المساعدة الفورية من المركز.
وتضيف الممرضة حلبوني: “وبعد أخذ القصة السريرية من السيدة لم يكن أمامي خيار سوى إجراء عملية الولادة في سيارة الإسعاف رغم أنني لست قابلة، لكن لدي خبرة كافية اكتسبتها خلال عملي، فلم يكن هناك متسع من الوقت لنقل السيدة إلى المشفى، وبعد وقت تمت الولادة بنجاح، حيث كانت الأم والمولودة بصحة جيدة وتم نقلهما إلى مشفى الزبداني بريف دمشق بعد إعطاء المولودة اللقاح اللازم.
الممرضة حلبوني التي كرّمتها وزارة الصحة تقديراً لجهودها ، أكدت أن هذا التكريم يعطي دافعاً أكبر لتعزيز المسؤولية التي تقع على عاتق الكوادر الطبية لتلبية الاحتياجات في الظروف الصعبة مثل الكوارث والحروب، ولمواصلة تقديم الدعم الصحي للوافدين من لبنان الشقيق، معربة عن سعادتها عندما قامت السيدة الوافدة بإطلاق اسم أميرة على مولودتها الجديدة تيمناً باسم الممرضة التي أنقذت حياتها.
وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية نوه خلال التكريم بالجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون الصحيون على المعابر الحدودية، وجاهزيتهم التامة للتعامل مع مختلف الظروف والاستجابة الكبيرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان، متوجهاً بالشكر للممرضة أميرة على تفانيها بالعمل وتقديم الدعم اللازم للسيدة.
وأضاف الدكتور ضميرية: “نرغب من خلال تكريم الممرضة أميرة بإيصال رسالة شكر إلى جميع العاملين الصحيين بمختلف مسمياتهم الذين يتفانون في أداء واجبهم الإنساني والمهني”.
بدوره مدير صحة ريف دمشق الدكتور ياسين نعنوس بين أنه تم تقديم الخدمات كافة للوافدة وللمولودة قبل أن يتم نقلهما إلى مشفى الزبداني للقيام بالفحوص الطبية اللازمة، مؤكداً جاهزية الكوادر الصحية على المعابر الحدودية على مدار الساعة وتجهيز النقاط الطبية باللوازم الصحية وسيارات الإسعاف.