من إعلام العدو.. محللون إسرائيليون: حزب الله تعافى بسرعة والحديث عن تدمير قدراته العسكرية ليس دقيقاً
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
رأى محللون اسرائيليون أن نجاح طائرة مسيّرة أطلقها حزب الله في ضرب قاعدة «بنيامينا» العسكرية جنوب حيفا، التي يتمركز فيها جنود لواء «غولاني» الذي يعد من قوات النخبة في الجيش الاسرائيلي، يكشف عن خلل خطر في الجيش، وفشل في القيادة، ويطرح أسئلة صعبة، حسب المحلل العسكري في صحيفة «معاريف» آفي أشكنازي، الذي أضاف، إنه من الواضح أن الجيش الإسرائيلي فشل على عدة مستويات، بدءاً من عدم القدرة على الرصد والاعتراض وعدم التحذير من تسلل طائرات من دون طيار.
وشدد المحلل على أنه يجب على الجيش إجراء فحص سريع واتخاذ إجراءات تأديبية بحق القادة الميدانيين الذين فشلوا، وحتى القادة في القيادات العليا، مضيفاً: إن سلاح الجو الإسرائيلي فشل في اعتراض إحدى الطائرات المسيّرة، رغم استخدامه طائرات مقاتلة وحوامات، حيث نجحت الطائرة في الاختفاء من رقابة أنظمة القوات الجوية الإسرائيلية، الأمر الذي يطرح أسئلة صعبة.
بدوره، قال اللواء احتياط يسرائيل زيف، الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي: أعتقد أن حزب الله بدأ بالتعافي، رغم الضربات التي تلقاها، وهذا يطرح سؤالاً رئيسياً: إلى أين نتجه؟
وأضاف: حتى بما تبقى له، بإمكان حزب الله أن يجرنا إلى حرب استنزاف دامية ومؤلمة لفترة طويلة، وهذا إنجاز كبير له، وأنا لا أستخف به.
من جانبه، نقل محلل الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي، عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها: إن الجيش الإسرائيلي يجري تحقيقات في الحادث، والسؤال الجوهري هو كيف تمكنت المسيّرة من اختراق كل أجهزة الرادار الإسرائيلية، والتغلّب على الطائرات التي لاحقتها، والوصول إلى هدفها.
وأوضح المحلل أن الرادارات الإسرائيلية أضاعت المسيّرة، كما فشلت الطائرات الحربية والمروحيات التي لاحقتها في منعها من تنفيذ مهمتها، وكل الدلائل والمؤشرات تشير إلى أن حزب الله أرسل المسيّرة إلى القاعدة العسكرية تحديداً، وكانت العملية ناجحة جداً.
وأشار بن يشاي إلى أن الجيش الإسرائيلي والصناعات الجوية لم يتمكنا حتى اللحظة من إيجاد حل لهذه المشكلة العويصة، ومما لا شك فيه أن المسيّرة أصابت هدفها الحساس بدقة، وسببت لنا أضراراً بالغة، خصوصاً أن حزب الله تمكّن من اختراق الرادارات الإسرائيلية والتشويش على الدفاعات الأرضية والجوية للجيش الإسرائيلي.
ونقل المحلل بن يشاي عن مصادره قولها: إن بإمكان المسيّرات الذكية الموجودة لدى حزب الله اختراق الدفاعات الإسرائيلية، إضافة إلى قدرة التشويش على نظام «جي.بي.إس» من كل الأنواع، وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي والصناعات العسكرية يحاولان إيجاد حل لهذه المشكلة الصعبة، ولكن لم يتم تحقيق أي نجاح حتى الآن.
وفي صحيفة «هآرتس» كتب المحلل عاموس هرئيل أن نجاح حزب الله في ضرب قاعدة لواء «غولاني»، كان الهجوم الأصعب والأعنف الذي قام به حزب الله منذ بداية الحرب الحالية في تشرين الأول من العام الماضي، موضحاً أن العملية كشفت ضعف الدفاعات الجوية الإسرائيلية باعتراض المُسيّرات وإسقاطها، وبذلك تمكّن حزب الله من الوصول إلى الخاصرة الرخوة للجيش الإسرائيلي.
وفي موقع «والا» العبري، قال المحلل نير كيفينيس: إنه بالرغم من الأضرار التي لحقت بقيادة حزب الله، لكنه تعافى بسرعة وما زال يقاوم، والشيء الرئيسي الذي تغيّر على الأرض هو أن دائرة النار التي شملت المستوطنات الشمالية توسعت إلى منطقة حيفا الكبرى وحتى جنوبها، ومع تحويل حزب الله حيفا إلى كريات شمونة ثانية، بدت الشوارع مهجورة في حيفا، والإسرائيليون يشعرون بالخوف من جراء إطلاق الصواريخ من حزب الله.
وفي لقاء مع «القناة 12» العبرية، شكك القائد السابق للدفاعات الجوية الإسرائيلية، اللواء احتياط ران كوخاف، بمصداقية الرواية الإسرائيلية عن تدمير قدرات حزب الله العسكرية، قائلاً: إن حزب الله تمكّن يوم الإثنين الماضي من حبس أكثر من مليوني إسرائيلي في الملاجئ والغرف المُحصنّة في أكثر من 190 بلدة ومستوطنة ومدينة، الأمر الذي يؤكّد أن الحديث عن تدمير ترسانته العسكرية ليس دقيقاً، وأنّه ما زال يملك كماً كبيراً من الصواريخ والطائرات من دون طيار، وبالتالي يجب القول: إن الحذر الإسرائيلي الحالي ينبع من إدراك حقيقة أن قواتنا العسكرية لا تزال مُعرضة بدرجة كبيرة لقدرات حزب الله النارية.