الأكثر رواجاً في المشروعات الأسرية.. زراعة الفطر المحاري تتكاثر لمردودها الاقتصادي الجيد
تشرين- حسام قره باش:
بات التوجه نحو المشروعات الأسرية اليوم حاجة ملحة يفرضها الواقع المعيشي الصعب، وعليه تتمدد مشروعات زراعة الفطر لما لها من جدوى اقتصادية مهمة على صعيد الأمن الغذائي السوري، إضافة إلى ما تحققه من دخل جيد لكون المشروع ذا تكلفة بسيطة وأن تسويق إنتاجه مضمون خاصة في مجال الصناعات الغذائية، ونظراً لذلك يمكن القول إن زراعة الفطر تتصدر قائمة المشروعات الأسرية الصغيرة بامتياز.
إنتاج محافظة ريف دمشق 22 طناً سنوياً
مدير زراعة ريف دمشق المهندس عرفان زيادة أوضح لـ”تشرين” أن زراعة الفطر الأبيض من أهم المشروعات المتوسطة والصغيرة للأسر الريفية لكونها تشغِّل الأيدي العاملة وتؤمن دخلاً إضافياً للأسر، حيث يتم التعاون مع غرف الزراعة واتحاد الفلاحين على تدريب الفنيين في الوحدات الإرشادية ودوائر الزراعة لنشر هذه الزراعة نظراً لقيمتها الاقتصادية والغذائية، منوهاً إلى أن الفطر المحاري يتم استزراعه في المنازل وإنتاجيته عالية، حيث يوجد في ريف دمشق 4 منشآت مرخصة للفطر الأبيض، جزءٌ منها يغطي حاجة السوق المحلي ويصدر بعضها، إذ يصل إنتاج المحافظة منه سنوياً والمحاري تحديداً إلى 22 طناً.
جدوى اقتصادية رائعة
في هذا السياق يؤكد مؤسس مبادرة المشروعات الأسرية السورية والخبير التنموي أكرم عفيف في حديثه لـ”تشرين” سهولة زراعة الفطر المحاري في أماكن عدة بالمنزل إن كان تحت الدرج وعلى السقيفة أو حفر خندق بحديقة المنزل وتغطيته بشادر وتعليق أكياس زراعة الفطر فيه، حيث تعطي زراعته نتائج رائعة لتوفر الرطوبة والحرارة المثاليين، علماً أن تكلفة الكيس الواحد لزراعة الفطر المحاري حوالي 5 آلاف ليرة وتعطي حوالي كيلوغرام الذي يباع ما بين 35-65 ألف ليرة حسب مكان تسويقه.
وقال: قمنا بالمبادرة منذ سنوات وبدأناها مع جرحى الوطن كي يؤمن الجريح احتياجه الأسري وواجهتنا مشكلة بسيطة بتأمين مستلزمات الزراعة ضمن المدينة كالتبن وتعقيمه بالغلي وتأمين الأبواغ النوعية، فكان الحل بمشروع تكلفته حينها 200 ألف ليرة ينتج بعد 24 ساعة وهو قيام أحد الأشخاص بالريف القريب من المدينة بإعداد الأكياس وتحضيرها بربح بسيط لا يزيد على ألفي ليرة لكل كيلو ويشتري الراغب بالمشروع أكياساً حسب حاجته ويضعها في مكان مناسب لإنبات الفطر، حيث تتراوح مدة المشروع حوالي شهرين وبعدها ينتج ويأكل ويبيع من إنتاجه.
خطوة بخطوة
ويضيف: تضم مجموعة المشروعات الأسرية اليوم حوالي 40 مجموعة متنوعة من بينها مجموعة الفطر المحاري وفيها أكاديميون ومتخصصون بزراعة أنسجة الفطر وأصحاب مشروعات صغيرة وكبيرة يقدمون خبراتهم للمتدربين حتى يكتسبوا المهارة اللازمة للزراعة والقطاف، متابعاً: بالتوجه لأصحاب الخبرة بتدريب آخرين لزيادة عدد المقبلين على المشروع واعتماد نمط تفكير تنموي بتوجيه الأشخاص الجدد بالمجال من خلال متابعة تطور كل مرحلة يقومون بها وتصويبها حتى لا يتفاقم الخطأ إن وجد.
ونوه إلى أن مجموعة المشروعات الأسرية لها ثلاثة محركات، أولها الرسمي الحكومي كدعم هيئة تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والبحوث العلمية وإتحاد الغرف الزراعية والفلاحين، وثانيها المحرك الأكاديمي بوجود خمسة دكاترة جامعيين يقدمون مشورتهم العلمية، وثالثها الأهلي الذي يضم فئات عديدة مثل 25 صناعياً و8 مخترعين ومديري شركات ومجموعات تهتم بالجودة والتسويق والمعارض الداخلية والخارجية.
ورأى أن المحرك الذاتي للتنمية اليوم في المشروعات الأسرية بإدارتها عبر الحوارات الفعالة بين المتدربين والأكاديميين.
ولفت عفيف إلى أن الطموح القادم بالتحول للزراعات التعاقدية للفطر وغيره كأن يطلب مثلاً صاحب مطعم بيتزا كميات من الفطر المحاري الطازج كبديل أفضل عن الفطر المستورد المعلب والأشبه بالبلاستيك وعديم الطعم، حسب رأيه، فيتفق على عمل تعاقدي لزراعة الفطر بالكميات التي يحتاجها في القبو الذي يملكه مثلاً مع أحد أصحاب المشروع لإنتاج 3 أطنان وبثلاثة أفواج ينتج 9 أطنان ويستعين أيضاً بمن لديه خبرة في تخليل الفطر كالمستورد وبذلك نستغني عن استيراده نهائياً.
تجربة فردية ناجحة
ويشير إلى أحد المشروعات المميزة في زراعة الفطر يقع بمنطقة الغاب، حيث زرع أحد المواطنين 120 ليتراً من الأبواغ في إحدى المغر المنتشرة بالمنطقة وهو رقم يعد ضخماً وطُلب منه التوسع أكثر بالمشروع، علماً أنه يوجد شريك ممول هو بنك الإبداع للتمويل الأصغر الذي يقدم القروض الميسرة والتدريب ودراسة الجدوى أيضاً.
وتابع: ساعدناه أيضاً على تطوير التسويق، حيث كان يبيع الكيلو بـ20 ألف ليرة، فطلبنا منه تعبئة الفطر بعبوات يلاستيكية وتغليفها وبيع العبوة بسعر 5 آلاف ليرة بوزن معين ليتاح للجميع شراؤه واستهلاكه وبذلك يزيد عدد المستهلكين 90٪.
وتضم مجموعة المشروعات الأسرية شركاء كالجمعية السورية للتسويق وضبط الجودة لينال المشروع شهادة الآيزو وكذلك هيئة تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة لترخيص المشروع لـ 5 سنوات وحمايته.
تسوق متعدد
وبعد ذلك يسوق الإنتاج إما بترويجه من خلال الاتصال والبيع المباشر للمطاعم والبائعين بالأسواق ولو 2 أو 3 كغ أو القيام بتجفيف الفطر في معمل تجفيف البصل في السلمية خلال فترة توقفه لعدم وجود مادة البصل وقدرته على التجفيف كحد أدنى 10 كغ وكحد أعلى بواقع أطنان وتسويقه بعدها لشركات التصنيع الغذائي بإدخاله في صناعة الشوربات، وعدة شركات غذائية كبيرة رحبت وأكدت استجرار كميات مفتوحة كما قال.
الفطر لحم الفقراء
وبرأيه فإن الاقتصاد التنموي يرى في الفقر فرصة لا شيء يمنع من مجابهته لدفعه، واليوم أنسب وأبسط المشروعات بهذا المجال على مستوى الأسرة هو زراعة الفطر المحاري الذي يناسب المواطن الفقير لكونه أفضل بديل للحم الذي سعر الكيلو منه 250 ألف ليرة ولا يستطيع هذا المواطن شراءه بينما سعر كيلو الفطر 25 ألف ليرة وأفضل صحياً، ويستعمل غذائياً بأشكال متنوعة كالطهي والشوي خاصة أنه بديل آمن 100٪ لمن لديهم حساسية من تناول بروتين اللحوم فيستطيعون تناول بروتين الفطر النباتي، لأن بروتين الفطر في الجسم وسطه قلوي وبالتالي يحارب انتشار الخلايا السرطانية على عكس الوسط الحمضي الذي تحتاجه اللحوم فيساعد على انتشار الخلايا السرطانية لمرضى الأورام أو لمن لديهم الاستعداد للمرض، مبيناً أنه اليوم صحياً يتم الترويج لتحويل الجسم إلى وسط قلوي باعتباره من المغذيات التي تطيل الأعمار، خاتماً بالدعوة إلى زراعة الفطر بكثرة لأن نسبة نجاحه 100٪ ومشروع رائج ورابح بآن معاً، وطلب المشورة والتدريب لضمان شراء أبواغ غير مغشوشة والاستعداد المجموعة لتقديم الأداء القيمي والاستشاري لأي مشروع.