في الاجتماع السنوي لمناقشة تسويق الحمضيات.. تشجيع على التسويق وارتفاع في قيم التصدير الخارجي
تشرين- لمى سليمان:
لم يخفِ وزير الزراعة والإصلاح الزراعي في حكومة تسيير الأعمال المهندس حسان قطنا خلال اجتماع لمناقشة تسويق الحمضيات توجه فلاحي الساحل إلى الزراعات الاستوائية، كالموز والأفوكادو بعيداً عن أساس اقتصادهم المعتمد على الحمضيات.
ولفت الوزير خلال الاجتماع السنوي المخصص لبحث الواقع الإنتاجي والتسويقي للحمضيات في سورية للموسم الماضي وخطة التسويق للعام ٢٠٢٤ و٢٠٢٥، إلى أن الحمضيات تعاني سنوياً من المشكلات الخاصة بالتسويق، إضافة إلى بعض المشكلات التي واجهها الفلاحون من تأمين مستلزمات الإنتاج وارتفاع تكاليفها، التي شكلت معاناة حقيقية لهم، ما اضطرهم إلى زراعة محاصيل أخرى.
في المواقع الهامشية
وشجع قطنا على زراعة الموز على أن تتركز في المواقع الهامشية وحول البساتين والحيازات الصغيرة، حيث لا تزرع الحمضيات، كونه من المحاصيل التي يتم استيرادها وتبلغ حاجتنا منها ٤٠ ألف طن وفق برنامج وخطة واضحين، وقد تجاوز الإنتاج هذه السنة ١٣٠٠طن، أي ما زلنا ضمن الحدود الدنيا للإنتاج وهو إنتاج محلي يوفر القطع الأجنبي ويخفف الاستيراد.
وبالنسبة للأفوكادو الذي يعتبر زراعة تصديرية مكّننا الإنتاج الحالي من الاستغناء عن الاستيراد، بل قمنا بتصديره.
وبالنسبة للحمضيات، أشار قطنا إلى أن لدى الوزارة خطة زراعية إنتاجية منظمة تتعلق بتنظيم الأشجار المثمرة وخارطة الأصناف، متضمنة الأصناف الملائمة لكل منطقة إلى جانب البحوث المشتركة مع كافة الجهات، والاستمرار ببرامج المكافحة المتكاملة وبرنامج استبدال الأشجار الهرمة بأشجار جديدة، لافتاً إلى برنامج الاعتمادية الذي نظم البساتين المزروعة بالحمضيات، وهذه الإجراءات جميعها تهدف إلى المحافظة على الحمضيات، مع التشجيع على زراعة الموز والأفوكادو في الحيازات الصغيرة أو التي لا تستثمر أو التي تستثمر وتم استبدالها وفق برنامج واضح ورخص قلع نظامية، وبين أن هذه المحاصيل سلع تصديرية بامتياز، تساهم في توفير القطع والتخفيف من استيرادها وتحقق توازناً مع إنتاج الحمضيات، وبالتالي تنظيم وتوازن اقتصادي ما بين مجموعة المنتجات الزراعية.
قطنا: تقدير إنتاج الموسم الحالي ٦٨٨ ألف طن
تقديرات
وبحسب قطنا، تم تقدير إنتاج الموسم الحالي بـ ٦٨٨ألف طن من كافة أصناف الحمضيات، مشيراً إلى أهمية محصول الحمضيات كمحصول إستراتيجي على مستوى المنطقة الساحلية وارتباطه بكل أسرة، سواء بالزراعة أو التسويق أو التصنيع، حيث توليه الحكومة اهتماماً خاصاً لجهة تسهيل عمليات التسويق والتصدير وتقديم كافة أشكال الدعم بما يضمن الاستفادة من كامل المحصول وتحقيق عائد اقتصادي جيد للفلاح.
الخليل: وزارة الاقتصاد معنية بالتسويق الخارجي والتصدير الذي يساعد على تصريف جزء من الإنتاج
تصدير ١٠٠ ألف طن
في حين تحدث وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة تسيير الأعمال الدكتور محمد سامر الخليل عن تصدير ١٠٠ ألف طن من الحمضيات خلال الموسم الماضي معتبراً إياه رقماً جيداً إذا تمت مقارنته بالإنتاج المحلي وقدرة الأصناف على المنافسة، موضحاً أن هذا الاجتماع ناقش كل التحضيرات اللازمة لتسويق محصول الحمضيات وهو اجتماع تنسيقي يأتي استكمالاً لكل الإجراءات المتخذة خلال العام من الجهات كافة. ولفت إلى أن وزارة الاقتصاد معنية بالتسويق الخارجي والتصدير الذي يساعد على تصريف جزء من الإنتاج، وذلك من خلال آلية متكاملة تتعلق بموضوع الشحن والأسعار الاسترشادية وبرنامج الاعتمادية، مؤكداً على تقديم كل ما يلزم خلال هذا الموسم.
علي: التجارة الداخلية وحماية المستهلك تعمل بالتكامل مع الجهات المعنية كافة لضمان نجاح تسويق المحصول
اهتمام حكومي
بدوره، أكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة تسيير الأعمال محسن عبد الكريم علي أن صالات “السورية للتجارة” سوّقت ٥ آلاف طن من محصول الحمضيات السنة الماضية على الرغم من المصاعب التي واجهتها، كان أبرزها التمييز ضد المنتجات السورية ليتم تذليل العديد من المصاعب وإلغاء الرسم المفروض على الحمضيات، كما تم رفع السعر التأشيري للحمضيات تشجيعاً للفلاحين لتسليمها. وبين أن هناك حالة رضا من قبل الوزارة ونجاح في التسويق، وهناك اهتمام الحكومي الدائم بمحصول الحمضيات وتسويقه وتصديره نظراً لأهميته الكبيرة، مبيناً أن الوزارة تعمل بالتكامل مع الجهات المعنية كافة لضمان نجاح تسويق المحصول.
٧ منشآت
من جانبه، تحدث وزير الصناعة في حكومة تسيير الأعمال عبد القادر جوخدار عن وجود ٧ منشآت للقطاع الخاص تتبع لوزارة الصناعة، موزعة في حمص والسويداء واللاذقية وريف دمشق، مخصصة لإنتاج العصائر الطبيعية، وخاصة الحمضيات، ومنها لإنتاج عصائر العنب، من هذه المنشآت ه عاملة و٢ ليست بواقع التنفيذ، وتستطيع هذه المنشآت الخمس بطاقتها التصنيعية استقبال ٥٠٠ ألف طن من الحمضيات، ينتج عنها ١٦٠ ألف طن عصير.
جوخدار: التخطيط لاستقبال ٢٠ ألف طن هذا الموسم
مؤكداً أنه تم تم تسويق ٤٢٦٨ طناً من الحمضيات أنتجت ١٢٠٥ أطنان من العصائر التي تم تصدير جزء كبير منها. ولفت إلى التخطيط لاستقبال ٢٠ ألف طن هذا الموسم بعد اجتماع عقد مع الصناعيين للوقوف على جهوزية منشآتهم لاستقبال موسم الحمضيات وماهي احتياجاتها.
إيجاد قنوات لتصدير المنتج
وكرر مدير عام المؤسسة السورية للتجارة زياد هزاع العزم على تسويق ٢٠ الف طن من الموسم الحالي، مؤكداً حرص المؤسسة على إنجاح موسم تسويق الحمضيات وإيجاد قنوات لتصدير المنتج وفتح أسواق خارجية مع الدول المجاورة، وذلك بالتعاون مع وزارة التجارة الداخلية.
وفي سابقة غريبة من نوعها، بدأ ممثل اتحاد الفلاحين عضو المكتب التنفيذي أحمد هلال الخلف بالشكر والحمد مهللاً لوزارة الزراعة على خدماتها وعملها الدؤوب في تذليل المصاعب التي اعترضت الفلاحين في تسويق حمضياتهم وتأمين كافة المستلزمات اللازمة لدعم الفلاح وتحقيق هامش ربح كبير له.
وقدر محافظ طرطوس فراس أحمد الحامد كمية الإنتاج المسوقة للعام الماضي بـ ١٤٨٤٩٢ طناً بنسبة تعادل ٨٤% والنسبة المتبقية، أي ما يقارب ١٦% تم تسويقها من المزارع مباشرة باتجاه سوق الهال. وكان الإنتاج المتوقع العام الماضي ١٧٥ ألف طن، تم تسويق ١٤٨ ألف طن، وهي نسبة عالية، مؤكداً استعداد المحافظة لتقديم كافة أشكال الدعم لتطبيق الإجراءات التي يتم اعتمادها اليوم، و لفت إلى أن توزيع المحروقات لمراكز الفرز والتوضيب، يتم وفق توفر المادة والأولويات.
المحافظة ستضع كل إمكاناتها
بدوره، محافظ اللاذقية عامر هلال، بين أن التسويق كان يجري بشكل جيد وأن نجاح موسم تسويق الحمضيات يتطلب بذل جهود كبيرة بالتنسيق مع كافة الجهات، لافتاً إلى أن المحافظة ستضع كل إمكانياتها لذلك.
من ناحيته، دعا رئيس غرفة زراعة اللاذقية إلى الاهتمام بمراكز الفرز والتوضيب وإيلاء عملها الأهمية وتقديم الدعم وميزات تشجيعية في عملها.
واستعرض مدير الاقتصاد الزراعي الدكتور أحمد دياب الواقع الإنتاجي والتسويقي للحمضيات لموسم 2023- 2024، ومقترحات التسويق للموسم القادم وإجراءات وزارة الزراعة بهذا الخصوص.
حضر الاجتماع من وزارة الزراعة معاون الوزير الدكتور فايز المقداد ومديرو وقاية النبات والإنتاج النباتي والأراضي والمياه والتخطيط والتعاون الدولي ومديرو الزراعة في اللاذقية وطرطوس ومدير مكتب الحمضيات.