«فسحة الفقراء» مضمونة في ميدان «حلو ورخيص»… الذراع السياحية للحكومة تتألق وتتفوّق
تشرين – حسيبة صالح:
تلعب السياحة دوراً حيوياً في تعزيز الاقتصاد وتطوير المجتمعات، فهي ليست مجرد وسيلة للترفيه بل تعدّ محركاً رئيساً للنمو الاقتصادي والاجتماعي، وتساهم السياحة في زيادة الإيرادات الوطنية وتوفير فرص العمل وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، كما تساعد في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي وتطوير البنية التحتية، ما جعلها عنصراً أساسياً في تحقيق التنمية المستدامة.
ومع تراجع السياحة في سورية بسبب الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة، كان للشركة السورية للنقل والسياحة بصمة مميزة وعقلية منفتحة نحو المستقبل من خلال استثمار إمكاناتها وممتلكاتها لإعادة بناء القطاع السياحي وتنشيط السياحة الشعبية عبر منشآتها المنتشرة في الكثير من المناطق السورية.
الشركة السورية للنقل والسياحة رسمت بصمتها من خلال جذبها المستثمرين واستقطاب السياح من دول مجاورة والمغتربين وأهل البلد، وتوفيرها فرص عمل، وتلعب دوراً رئيساً في دعم وتنمية قطاع السياحة في البلاد من خلال خدماتها المتنوعة.
المهندس فايز منصور المدير العام للشركة السورية للنقل والسياحة بين لـ«تشرين» أن الشركة تعمل في مجال تطوير السياحة الداخلية والسياحة المنخفضة التكاليف والموجهة لمعظم شرائح المجتمع من خلال انخفاض تكلفة الإقامة سواء في منتجعات الساحل أو المناطق الداخلية وتخفيض تكلفة الدخول إلى الشواطئ ليوم واحد حيث توفر كامل المستلزمات الشاطئية من خدمات وألعاب الأطفال والألعاب الرياضية داخل منشآتها، وكذلك تعمل على خفض تكاليف النقل إلى المناطق السياحية من خلال تسيير رحلات على متن بولمانات الكرنك التي عادت للواجهة في الآونة الأخيرة.
واستعرض منصور مشاريع الشركة من منتجعات سياحة وفنادق ومتنزهات من مختلف المستويات من الخمس نجوم وحتى السياحة الشعبية، فكان منتجع “بلوبي” وشاطئ الكرنك في طرطوس وفندق روز ماري في دريكيش ومنتجع لابلاج ووادي قنديل في اللاذقية ومنتزه الجولان العائلي في مدينة القنيطرة.
وفي هذا الموسم تم إنشاء فندق البادية في مدينة دير الزور بمستوى خمس نجوم.
تعمل الشركة حالياً على إقامة منتجع في شاطئ أوغاريت بمدينة اللاذقية وفق اتفاق مبرم بين وزارة السياحة ومجلس مدينة اللاذقية
وتوسيع شاطئ الكرنك وإضافة ٣٥ شاليهاً، وخطة مستقبلية لإقامة فندق يستوعب ١٢٥ غرفة وسويتاً، إلى جانب مطعم وألعاب، ومن المقرر أن يكون موجهاً في الجزء الأكبر منه لموظفي القطاع العام والنقابات ضمن أسعار مناسبة تراعي دخولهم، كما تم توسيع منتجع لابلاج في العام الماضي من خلال فندق يحوي ٣٠ غرفة ومسبحاً ومطعماً، وهذا العام تم إضافة بناء مؤلّف من ٢٠ جناحاً.
وتعمل الشركة حالياً على إقامة منتجع في شاطئ أوغاريت بمدينة اللاذقية وفق اتفاق مبرم بين وزارة السياحة ومجلس مدينة اللاذقية.
ويؤكد منصور: معظم هذه المشاريع موجهة إلى أصحاب الدخل المحدود لتمكينهم من ارتياد المواقع السياحية بأسعار مناسبة، وكذلك خلق مواقع جذب سياحية جديدة وإعادة مناطق إلى الخريطة السياحية بعد أن أبعدتها الحرب التي مرت بها البلاد.
ويتم تحديد المواقع الجديدة بالتنسيق مع وزارة السياحة على المناطق المراد تطويرها وجعلها منطقة جذب سياحي والأفضل أن تكون من أملاك وزارة السياحة أو المجالس المحلية، وإنشاء خطط لتوسيع مشاريع الشركة وذلك بناءً على زيادة الطلب من المواطنين في ارتياد مواقع الشركة، ويتم التمويل بشكل ذاتي من أرباح الشركة وتستفيد الشركة من الدعم الحكومي المقدم وإمكانية التعاون مع القطاع الخاص في تطوير استثماراتها، ومع العمل المخطط والمتقن نستطيع الوصول لنتائج مهمة في القطاع السياحي وترسيخ السياحة الشعبية.
مشاريع موجهة إلى أصحاب الدخل المحدود لتمكينهم من ارتياد المواقع السياحية بأسعار مناسبة
وفي السياق أكد منصور أن جميع مشاريع الشركة ربحية، ولكن بحدود معينة لتتمكن الشركة من الاستمرار في التطور والتوسع، وتعمل الشركة على تخفيف أعباء المصاريف التشغيلية من خلال استخدام الطاقة البديلة، ما يخفض تكاليف التشغيل والتي تنعكس إيجاباً على أرباح الشركة وتخفيض التكلفة عن المواطن، كما تعمل الشركة على منح فرص عمل جديدة من خلال زيادة المشاريع وأغلب موظفيها هم خريجو المعاهد والمدارس الفنية، وتقيم الشركة دورة سنوية لجميع الموظفين لضمان جودة الخدمات وجودة المنشآت.