خلال اطلاعها على تداعيات الهزة الزلزالية في سلمية.. شكور: التنمية المحلية رافعة أساسية للنهوض بالمجتمع
حماة – نصار الجرف:
عقدت وزيرة الإدارة المحلية والبيئة في حكومة تسيير الأعمال لمياء شكور اليوم اجتماعاً بحضور محافظ حماة معن صبحي عبود وممثلي المنظمات الدولية العاملة في سورية، ضم رئيس مجلس مدينة سلمية وأعضاء المكتب التنفيذي للمجلس ومديري الدوائر الرسمية في المدينة، بهدف استعراض تداعيات الهزة الأرضية التي وقعت في سلمية في ١٢ من الشهر الجاري، وتقييم الاحتياجات الضرورية والخدمات اللازمة لأهالي المدينة وريفها.
وأكدت الوزيرة شكور أن الاجتماع يهدف إلى الاطلاع على الإمكانات الراهنة لتقييم الاحتياجات الناشئة وغير الناشئة من تداعيات الهزة الزلزالية الأخيرة، سواء على المستوى المحلي أم على مستوى المنظمات الدولية.
وأشارت الوزيرة إلى أن سياسة وزارة الإدارة المحلية والبيئة التي تعتمد على الحقائق وضعتها أمام توجهات عدة، منها توجه يعنى بالارتقاء بالوحدات الإدارية من خلال تطبيق لا مركزية السلطات، وإرثاء مرتكزات تنموية مستدامة بالتعاون مع المواطنين في سبيل تحسين سبل العيش، ورفع مستوى الجاهزية لمواجهة حالات الطوارئ، وإدارة الكوارث الطبيعية والاصطناعية.
كما أكدت الوزيرة على ضرورة التخطيط الاستباقي والدراسات الاستشرافية، التي هي الضمان الوحيد، والعمل على توفير ومد الوحدات الإدارية المحلية بالتجهيزات اللازمة وتعزيز بناء القدرات والتنسيق مع برامج الأمم المتحدة الإغاثية في سورية.
ولفتت إلى مدى التعاون والتعاضد الدولي في توفير التجهيزات الخاصة بالكشف على المقاومة الخرسانية للأبنية، حيث قدمت جمهورية الصين الشعبية ٥٣ جهازاً لقياس المقاومة الخرسانية، سيتم توزيعها على المحافظات السورية، منها ١٠ أجهزة لمحافظة حماة.
وفي تصريح للصحفيين، أشارت الوزيرة إلى أن هذا الاجتماع هو أحد المحطات الاطلاعية في محافظة حماة على المشاريع التنموية مع رؤساء المنظمات الأممية، التي تشارك فيها فنياً أو دعمها مالياً، عبر برامجها المتخصصة، بالتعاون مع الوحدات الإدارية ومجالسها المحلية المنتخبة.
وأضافت: نحن في محافظة حماة لكي نقف على الوضع الراهن فيما يتعلق بمستوى سوية التقدم المحرز في المشاريع المنفذة أو المشاريع التي هي قيد التنفيذ، ونتطلع إلى تلك المشاريع وبرمجتها للعام القادم، ونحن اليوم نقف إلى جانب أهلنا في مدينة سلمية لرفع مستوى الجاهزية ومناقشة كافة المقترحات لتعزيز إحدى أهم مهام وزارة الإدارة المحلية والبيئة المنوطة برفع مستوى الجاهزية وإدارة الكوارث.
ونعتقد أن العمل هو عمل تشاركي وطني بامتياز، ويساهم فيه كل أبناء الوطن، وتماشياً مع ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب على أهمية السياسات العامة في إعادة تصويب المسارات اعتماداُ على الحقائق، مضيفة: نحن هنا اليوم متواجدون ميدانياً لتصويب المسارات اعتماداً على الحقائق من جانب، وتأكيداً لدور الإدارة المحلية واللامركزية ورفع سوية مساهمة المواطنين إلى جانب مجالسهم المحلية في تلبية الاحتياجات وتعزيز الصمود من جانب آخر.
وفيما يتعلق بحضور ممثلي المنظمات الدولية، أشارت الوزيرة إلى أنها بهدف تنسيق العمل الأممي التنموي على مساحة الجغرافيا السورية، للتواجد في التوقيت السليم والمكان الصحيح، وما حصل في سلمية هو بمثابة إنذار مبكر لجميع المساهمين الأمميين في تعزيز صمود الشعب السوري في هذه المرحلة، والتشاركية لتكريس الممارسات الفضلى، ولكي نزيح العوائق ونعيد تصويب المسارات بالمشاريع المتعثرة والمشاريع التي لا تحقق الفائدة لأكبر عدد من الفئات المستهدفة وتحقق عدالة التوزيع ومبدأ الإنصاف في تقديم الخدمات، وهذا كله يحتاج إلى المزيد من التعاون والتشاركية.
وأكدت أن الإنسان هو محور التنمية، والمجتمع المحلي الذي تتوفر له تنمية مستدامة يستطيع أن يواجه التحديات، لذلك مسؤوليتنا العمل على التنمية المحلية كرافعة أساسية للنهوض بالمجتمع.
من جانبه، أشار محافظ حماة، معن صبحي عبود إلى الإجراءات التي اتخذتها المحافظة ودوائرها الخدمية فور حدوث الهزة، وتنفيذها كافة الاحتياجات الضرورية للأهالي.
وكانت رئيس مجلس المدينة المهندسة سهاد زيدان، استعرضت الإجراءات التي اتخذها المجلس أثناء وعقب وقوع الهزة الأرضية والاستجابة الفورية من قبل المجلس والدوائر الخدمية، حيث تبين بعد إجراء الكشف الحسي على الأبنية والمنازل المتضررة، وتقدير لجان السلامة العامة وجود ٥٣% من الأبنية المتضررة تحتاج إلى تدخل وتدعيم و ٣٨% تحتاج إلى ترميم و ٨.٥ % تحتاج إلى إخلاء وإزالة.
وأشارت زيدان إلى الاحتياجات الضرورية اللازمة لعمل المجلس لمواجهة التحديات والكوارث الطبيعية، أهمها الآليات الهندسية الثقيلة بمختلف أنواعها، أيضاً تزويد الساحات العامة والحدائق المستخدمة لأبناء المتضررين بالخدمات الضرورية من غرف صرف صحي مسبق الصنع، ومناهل لمياه الشرب، ومولدات كهربائية، وغيرها وكذلك تزويد القطاعات الحيوية باحتياطي من مادة المازوت، وتعزيز الدفاع المدني في المدينة ودعم وحدة الإطفاء بالمستلزمات الخاصة.
كما استعرض ممثلو المنظمات الدولية العاملة في سورية، خلال الاجتماع برامج الخدمات التي تقدمها هذه المنظمات في سورية عامة وحماة خاصة.
بعد ذلك اطلعت الوزيرة وصحبها، على أحد المشاريع التنموية المقدمة من إحدى المنظمات الدولية، وهو مشروع الإنارة بالطاقة الشمسية في حديقة المساكن وقدمتها منظمة الإعانة الإسلامية الفرنسية، وعلى مركز الآغا خان الطبي والخدمات الطبية المقدمة فيه.