بعد ألف عام من الحيرة.. علماء يحلون لغزاً فلكياً
تشرين:
“المستعر الأعظم 1181” أو (SN 1181)، هو انفجار نجمي بمجرة درب التبانة، رصده علماء الفلك الصينيون واليابانيون عام 1181 ميلادية، ويعد واحداً من عدد قليل من المستعرات التي تم توثيقها قبل اختراع التلسكوبات وحير علماء الفلك لعدة قرون.
فقد قدمت دراسة حديثة توصيفات مفصلة للمرة الأولى للانفجار النجمي الذي يطلق عليه “المستعر الأعظم 1181” من خلال إنشاء نموذج حاسوبي لتطوره، بعد أن كان لغزاً بالنسبة لعلماء الفلك منذ حوالي ألف عام تقريباً، وفقاً لشبكة “سي إن إن” الأميركية.
وتضمنت الدراسة، التي نشرت بمجلة “The Astrophysical Journal” العلمية، مقارنة النموذج الحاسوبي لتطوره بملاحظات التلسكوب الأرشيفية لبقايا المستعر “سحابة عملاقة من الغاز والغبار مرئية حتى يومنا هذا”.
وقال الباحثون: إن التحليل يشير بقوة إلى أن “SN 1181” ينتمي إلى فئة نادرة من المستعرات الأعظمية من النوع “Iax”، حيث يمكن أن يكون الاشتعال النووي الحراري ناتجاً عن اصطدام اثنين من الأقزام البيضاء (أحد أنواع النجوم)، لكنهما فشلا في الانفجار تماماً، تاركين وراءهما “نجم زومبي” (نجم لا يموت)، وهو اللغز الذي حير العلماء.
من جانبه، قال المؤلف الرئيسي للدراسة وطالب الدكتوراه في علم الفلك بجامعة طوكيو تاكاتوشي كو: إن هناك 20 أو 30 من المستعرات العظمى قد تكون من النوع “Iax”، لكن هذا هو الوحيد الذي نعرفه في مجرتنا.
من جهة ثانية، يدرس فريق من العلماء التابعين لوكالة الفضاء الأميركية، “ناسا”، مدى تأثير العواصف الشمسية التي ضربت كوكب المريخ، وفقاً لما ذكرت شبكة “سي إن إن” الأميركية، لافتة إلى مخاوف من خطر قد يواجه رواد الفضاء بعد العاصفة الشمسية الضخمة التي ضربت المريخ في أيار الماضي.
ووجدت الدراسة بشكل لا يمكن تفسيره، أن الرياح النجمية عالية السرعة، التي تم اكتشافها في دراسات سابقة، بدأت تهب من سطح “النجم الزومبي” منذ 20 عاماً فقط، ما أضاف المزيد من الغموض حول لـ “SN 1181”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية عن الخبراء قولهم: إن تحديد ما حدث للمستعر الأعظم 1181، يمكن أن يساعد علماء الفلك في التوصل إلى فهم أفضل لحياة النجوم وموتها وكيف تساهم في تكوين الكواكب.
واستغرق علماء الفلك حوالي 840 عاماً لحل أول لغز كبير بشأن “المستعر الأعظم 1181″، الذي يتمثل في تحديد موقعه بمجرة درب التبانة.
وكان النجم المحتضر هو آخر مستعر أعظم بدون بقايا مؤكدة حتى عام 2021، عندما تتبعه أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة مانشستر بإنكلترا ألبرت زيلسترا.
وكان عالم الفلك الهاوي دانا باتشيك، قد اكتشف السديم (الأجرام السماوية) للمستعر الأعظم في عام 2013 أثناء البحث في أرشيف مستكشف المسح بالأشعة تحت الحمراء التابع لوكالة ناسا أو”WISE”، لكن زيلسترا كان أول من ربط بين السديم و”المستعر الأعظم 1181”.
وتقع الأجرام السماوية للمستعر الأعظم على بعد حوالي 7000 سنة ضوئية من الأرض، ويوجد في مركزها جسم سريع الدوران بحجم الأرض يسمى القزم الأبيض، وهو نجم ميت استنفد وقوده النووي، وهذه الميزة فريدة بالنسبة لبقايا المستعر؛ لأن الانفجار كان من المفترض أن يمحو القزم الأبيض.