صفحة جديدة ومن أول السطر..
لابدّ لنا من وقفات طويلة في تأمل ما يجري في العالم وتأثير ذلك على حياتنا..لابدّ من العودة إلى حالة الصفاء والتصالح مع الذات.. لم يعد في المرآة مكاناً لحفنة المشاهير وصرعاتهم التي طالما أغرقت الجيل الجديد بالتفاهات.
لا تقلق.. كل الأزمات التي تمر بنا تكسبنا مناعة ذاتية وتحفزنا على المبادرة والتفكير بكيفية الخروج من عنق الزجاجة بيسر وسهولة وربما تكون كثرة التحديات السبيل إلى امتلاك الفرص والانتقال من ضفة الضعف إلى ضفة القوة والشريحة الأكثر استهدافاً هم الشباب الذين يمثلون القوة الحيوية في المجتمع ويتم استهدافهم للقضاء على الأمل في قلوبهم.
لكن الأمور لا تبدو كلها سيئة فثمة فرص جديدة لم تكن لتتاح لنا فالتكنولوجيا الذكية أو الزاحفة يمكن أن تتحول من أداة لتدمير مجتمعنا إلى أداة لإعمار المجتمع، المهم أن نستطيع الدخول إلى العالم الافتراضي وبناء الفريق السيبرالي القادر على تحفيز الشباب وإعادة الموازين للقيم والأخلاق المجتمعية التي تمثل البنية التحتية لأي مشروع إعمار أو إصلاح.
أكاد أتخيل مواقع التواصل التي احتلت مساحات شاسعة كمرآة تعكس صورنا ليس فقط الظاهرية وإنما يتجاوز المظهر إلى المضمون وإلى تلك الغرف السرية التي نطبق عليها إغلاق ذواتنا، فثمة أمور لا يدركها الكثيرون، إن كل ما ينشر يستخدم من قبل محركات البحث للسيطرة على عقولنا من خلال دراسة تفاعلاتنا وأحوالنا وما نحب ونكره وغير ذلك في سياق توجيه حرب الإدراك و اللاوعي للسيطرة على العقول، وهذه هي الحرب بشكلها المتطور، فعلينا الحذر والانتباه والتفكر والتأمل في كل ما يوجه لنا من فيديوهات أو صور أو معلومات, على مواقع التواصل ومن ذلك التطور التقني والتكنولوجي المخيف والذكاء الصنعي الذي قد يتحول بيد الأشرار إلى كوارث تنتشر في العالم كالوباء.
وهكذا مرت السنوات العجاف وبكل بسالة وشجاعة وحكمة كنا نصد الكرات التي يقذفها الأعداء الألداء متسلحين بالصبر الذي كان ولايزال منذ أقدم العصور السلاح الأقوى في يد الإنسان ومن يمتلك الصبر يمتلك الحكمة والرشد والإرادة القوية التي نحتاجها أكثر ما يكون هذه الأيام ونحن في مواجهة عدو غير مرئي.
في الحقيقة لم نكن نتوقع ولا حتى في أسوأ كوابيسنا أن نواجه مثل عدو كهذا الذي فرض علينا حالة من التأمل في ترتيب الأولويات من جديد. نعم هناك أشياء مهمة لكن ثمة أشياء أكثر أهمية ولا تحتمل التأجيل ومن ذلك الانتباه إلى حرب الإدراك التي توجه نحو عقولنا للسيطرة عليها.