أهالي المناطق الشمالية في الحسكة يخشون توقف توزيع الكتاب المدرسي في القامشلي.. ومدير الكتب المدرسية يطمئن
تشرين – خليل اقطيني:
تلقى مكتب صحيفة تشرين في الحسكة اتصالات عديدة من عدد من سكان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من المحافظة، يسألون فيها عن مدى صحة توقف مديرية الكتب المدرسية عن توزيع الكتاب المدرسي عبر منفذ التوزيع الموجود في مقر المركز الثقافي بالقامشلي، وذلك لأنه في حال كان هذا الأمر صحيحاً، فإنه سيسبّب لهم مشكلة حقيقية، لأنه يضعهم أمام أحد خيارين، أحلاهما مر، الخيار الأول تكبّد سكان مناطق القامشلي والقحطانية والجوادية واليعربية والمالكية وتل حميس وعامودا وأرياف هذه المناطق عناء السفر إلى مدينة الحسكة، لشراء ما يحتاجون إليه من كتب مدرسية لأولادهم، وهذا الخيار يحمل في طياته مشقّة جسدية ومالية، وربما مخاطر أمنية من جراء حواجز المجموعات المسلحة الموجودة على الطرق، أما الخيار الثاني فهو شراء الكتب المدرسية من المكتبات الخاصة بأسعار باهظة جداً.
حقيقة الأمر
يشير عبد العزيز الحسين من القامشلي، إلى أن الكتب المدرسية في السنوات السابقة كانت تباع في المركز الثقافي في القامشلي، الأمر الذي ترك ارتياحاً لدى السكان، وسهّل عليهم الحصول على ما يحتاجون إليه من الكتب المدرسية، ويضيف: ولكن لأننا علمنا أن هذا الأمر توقف، الآن بات على الطلاب من سكان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من المحافظة أن يذهبوا إلى الحسكة، ويدفعوا أجرة طريق لا تقل عن 100 ألف ليرة لتأمين حاجتهم من الكتب المدرسية. وسرعان ما استغل أصحاب المكتبات الخاصة في تلك المناطق هذا الأمر، وبدؤوا بطرح الكتب المدرسية للبيع بأسعار مرتفعة جداً من دون حسيب أو رقيب.
الدهش: الكتاب المدرسي متوفر في المحافظة والتوزيع في القامشلي مستمر
ويطالب الحسين بإعادة بيع الكتب المدرسية من المنفذ المخصص لذلك في المركز الثقافي بالقامشلي، تسهيلاً على الطلاب وأسرهم، إضافة إلى قيام الجهات الرقابية بممارسة دورها بتشديد الرقابة على المكتبات الخاصة، وإلزامها ببيع الكتب المدرسية بالأسعار المحددة، هذا إذا كان يحق لها بيع الكتب المدرسية أصلاً.
محض إشاعة
ولدى عرض الأمر على مدير الكتب المدرسية في محافظة الحسكة أحمد الدهش، نفى نفياً قاطعاً إغلاق منفذ بيع الكتاب المدرسي الموجود في المركز الثقافي في القامشلي، مبيناً أن هذا الأمر محض إشاعة أطلقها أصحاب النفوس الضعيفة للإساءة لمؤسسات الدولة، واستغلها أصحاب المكتبات الخاصة استغلالاً بشعاً وبدؤوا بطرح الكتب المدرسية للبيع بأسعار مرتفعة جداً.
وأوضح الدهش أن الأمر لا يعدو توقف البيع لبعض الوقت، لا يتجاوز اليومين على الأكثر، بسبب تغيير أمين المستودع، وتكليف موظف آخر بدلاً عنه. وذلك بناء على توجيهات الإدارة العامة في دمشق، والتي تنصّ على عدم استمرار أمناء المستودعات في هذه الوظيفة لأكثر من عامين، والعمل على استبدال كل أمين مستودع، بعد مرور عامين على عمله في هذه المهمة بموظف آخر.
وأضاف: إن عملية التغيير تحتاج إلى إجراءات إدارية لابد منها، وسيتم إنجازها بأسرع وقت ممكن، ليعود الأهالي والطلاب في منطقة القامشلي وكافة المناطق الشمالية والشمالية الشرقية إلى شراء حاجتهم من الكتب المدرسية من منفذ البيع الموجود في مقر المركز الثقافي في القامشلي كالمعتاد كما كان الأمر سابقاً، وبالأسعار المحددة لكل كتاب ممن دون أي زيادة.
البيع لكتب الثانوي فقط
وأشار الدهش إلى أن الكتب المدرسية التي تباع هي كتب المرحلة الثانوية، وذلك لأن كتب مرحلة التعليم الأساسي توزع مجاناً، من الصف الأول إلى الصف التاسع في المدارس الحكومية. مضيفاً: طلبنا عبر مديرية التربية من كل مدرسة إرسال حاجتها من الكتب، ونحن بانتظار وصول قوائم المدارس من أجل استكمال أي نقص.
ولفت إلى أن توزيع الكتب المدرسية يتم وفق التعليمات الناظمة لذلك والنسب التي توزع بها، من خلال لجنة الكتاب المدرسي الموجودة في كل مدرسة، ومهمتها الإشراف على استرداد الكتب من التلاميذ والطلاب في نهاية كل عام دراسي، وإعادة توزيعها في بداية العام الدراسي التالي. علماً أنه يوجد في كل مدرسة – وخاصة المدارس الثانوية – مكتبة يديرها موظف يدعى أمين المكتبة، يقوم بتنظيم جدول بالكتب التي يحتاجها الطلاب وعددها، ويؤمنها لهم من منافذ البيع للكتب المدرسية، ويوزعها على الطلاب بإشراف إدارة المدرسة.
الكتب متوافرة في المحافظة
وأكد الدهش أن الكتب المدرسية متوافرة في محافظة الحسكة، رغم الظروف الأمنية السائدة في المحافظة، والناجمة عن وجود الاحتلالين الأميركي والتركي والمجموعات المرتبطة بهما،هذه المجموعات التي مازالت تحتل مقر مديرية الكتب المدرسية الكائن غرب مدينة الحسكة. منوهاً بالجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسات الحكومية في المحافظة، بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات المركزية في دمشق، لشحن الكميات التي تلبي حاجة المحافظة من الكتب المدرسية جواً عبر الطيران، ومن ثم توزيعها على مستودعات ومنافذ البيع التابعة لمديرية الكتب المدرسية في مدينتي الحسكة والقامشلي. وذلك إدراكاً من هذه المؤسسات للأهمية التربوية والتعليمية للكتاب المدرسي، الذي يعد مصدراً هاماً من مصادر المعرفة، وأحد مدخلات العملية التربوية وأداة من أدوات التوجيه التربوي، وركيزة أساسية للمنهاج المدرسي، والأساس الذي يستعين به المعلم في إعداد دروسه، وربما المرجع الوحيد في أغلب الأحيان للتلميذ للمذاكرة.