الدراسات العلمية مركونة على الرفوف… الطرق والأساليب التقليدية في الزراعة هي السائدة والنتائج على قياس «التدبير»
تشرين – محمد فرحة:
مازالت الطرق الزراعية المتوارثة من جيل إلى آخر بعيدة عن التكنولوجيا الحديثة التي توصل إليها العلم نتيجة الأبحاث والدراسات والتعمق في المورثات وصفاتها ومدى ملاءمتها للتربة التي تزرع فيها، إلى جانب المميزات البيئية التي تعتبر عاملاً مهماً لمستوى إنتاجية الأرض.
فالكل عندنا يتحدث عن الإنتاجية، ويطالب بزيادتها في وحدة المساحة أيّاً كان النوع والصنف، من دون النظر لنوعية البذرة ومدى جاهزية التربة، لتأتي بعد ذلك دراسة الظروف المناخية.
فما سمعناه من أحاديث المزارعين اليوم وكل يوم هو: لماذا كان الإنتاج ضعيفاً رغم كل المحاولات لزيادته؟
عن هذه الأسئلة حاورت “تشرين” مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير، الذي أكد أنه لطالما يشكل القطاع الزراعي محور اقتصادنا، إن لم نقل هو اقتصاد زراعي بامتياز، ولذلك ما زال قطاعنا الزراعي يعاني دائماً من تأخر التكنولوجيا، ما يؤثر سلباً على حجم الإنتاج الزراعي، بل وعلى مستوى إنتاجية الأرض وعلى العامل الزراعي، وهذا ما يجعلنا دائماً بحاجة إلى زيادة مساحة رقعة الأرض المستزرعة على أمل زيادة الإنتاج بشكل أفقي وعامودي.
ألا يُخشى هذه الأيام من زحف التصحر، في الوقت الذي يجب فيه زيادة الرقعة الزراعية، لخلق حالة من التوازن بين الإنتاج المطلوب وحاجة السكان، تسأل “تشرين”؟
يوضح باكير: يبدو أنه بدأ اليوم الحديث عن التصحر من جراء موجات الجفاف والحرائق التي تطول الغابات وعبث البشر من جهة، والنشاطات البشرية من جهة أخرى، ليأخذ بعداً آخر. فإن الحياة والتعايش مع الصحراء وغياب المياه غاية الصعوبة إن لم نقل تستحيل الحياة والاستمرار في مثل ظروف كهذه.
فلولا الماء ما كنا ولا كان الناس، ولذلك فمن نعم الله الأمطار، ولا يحس بجدب الأرض إلا من يسكن بأرض جرداء، ومن هنا كان التركيز على البحث عن المزيد من المصادر المائية والحفاظ عليها بشتى الوسائل، فكما الإنتاج الزراعي مصدر أمننا الغذائي، كذلك هي المياه.
كما تطرق باكير إلى الدور السيئ باستخدام الأرض وعدم تحليل التربة لبيان مدى ملاءمتها لزراعة المحصول وبيان العناصر الموجودة في التربة، ولعل من نافل القول بأن الأرض تعطيك إنتاجاً كما تعطيها، خذ مثالاً البيوت الشبكية، رغم صغر مساحتها، تعطي إنتاج ضعفي أرض مماثله لها لجهة المساحة، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على شدة التركيز وحسن اختيار الأصناف البذرية وأنواعها، كما يعتمد في كل ذلك على التكنولوجيا من قبل الشركات المنتجة.
وختم باكير حديثه موضحاً: لعل المتتبع للشأن الزراعي في كل العالم يلاحظ أحياناً كيف يتم استئجار أراضي دول من قبل دول لتزرع بها، بحثاً عن اكتفاء الغذاء لهذه الدول.
بالمختصر المفيد: تعتمد الزراعة السورية على زراعة مليون هكتار تروى على مياه الأمطار و٦٩٠ ألف هكتار تروى بمياه المشاريع الزراعية، ويسعى المعنيون لاستصلاح المزيد من الأراضي بهدف إدخال المزيد من المساحات.
فلنعزز دور التكنولوجيا الحديثة في مجال العلوم الزراعية، ولا نكتفي بالحديث عنها من دون تطبيقها، وآن الأوان لعدم استيراد القمح بل كم نأمل بإعادة تصديره بعد الاكتفاء الذاتي، فهذا متاح وليس بعيد المنال إذا ما أراد المعنيون فعل ذلك.