صغيرة بحجمها.. كبيرة بإرهابها

إلى ترامب الذي بدا أنه اكتشف فجأة أن «إسرائيل صغيرة على الخريطة» بالمقارنة مع الدول الأخرى في المنطقة.. متسائلاً إن كان هناك «طريقة للحصول على المزيد من الأراضي لإسرائيل».
نقول لترامب أن لا يقلق على «إسرائيل»، فهي إن كانت صغيرة بحجمها فهي كبيرة بإرهابها وبما يغطي العالم، وليس المنطقة فقط، هذا عدا عن الدعم الأميركي غير المحدود وغير المشروط ومن دون خطوط حمراء كما يكرر الرئيس جو بايدن على الدوام، وبما يجعل الحجم الصغير مسألة ثانوية.
أما مسألة الحصول على المزيد من الأراضي لـ«إسرائيل» فهذه الجملة بقدر ما هي مستفزة إلا أنها لا تعني شيئاً وليس لها حسابات واقعية بعد كل ما أفرزته الأشهر العشرة الماضية من انقلاب كامل في موازين المنطقة، ليس فقط لناحية التصعيد العسكرية وتوازنات الردع التي فرضها محور المقاومة على الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة نفسها، بل لناحية دول المنطقة نفسها، ويبدو أن ترامب لا يتابع مجرياتها السياسية الاقتصادية، ولا يقرأ بصورة جيدة «خيار الشرق» الذي يستحوذ على اهتمامات جميع دولها تقريباً.. إلا إذا كان ما قاله ترامب يدخل في إطار المبالغة في إظهار الدعم للكيان الإسرائيلي في إطار حملته الانتخابية، فهذه التصريحات أطلقها في فعالية أمام الجالية اليهودية في إطار إطلاق ما سمي تحالف «أصوات يهودية من أجل ترامب».
إذا كان الحال كذلك فإننا سنسمع من ترامب الكثير من التصريحات على هذه الشاكلة، وربما يتجاوزها إلى القول بأن أميركا في عهده «في حال عودته على البيت الأبيض» لن تتوانى عن شن حرب في المنطقة لتكبير «إسرائيل».. فمع ترامب كل شيء وارد، وكما قلنا المسألة ليست في التصريح بل في مسألة إعلان أقصى التزام ودعم للكيان الإسرائيلي، فأي أحد لا يعتقد أن ترامب ليس في صورة المشهد في المنطقة.. وإذا ما عاد رئيساً فسيكون مستمعاً هذه المرة، راضياً بما تحدده دول المنطقة، على اختلاف توجهاتها.
والأهم أنه سيتندر على أربع سنوات ماضية كان يضع فيها بايدن في مرمى أقسى الاتهامات، خصوصاً خلال الأشهر الماضية التي اعتبر فيها أن بايدن ونائبته كامالا هاريس عملا على تكبيل يدي «إسرائيل» خلف ظهرها، واعداً بتقديم كل ما تحتاجه من دعم لتنتصر.
إذا كان ترامب يتحدث عن الدعم العسكري، فإن بايدن لم يُقصّر، الانتشار العسكري والسياسي الأميركي في المنطقة في أقصى حالاته، ومع ذلك «إسرائيل» لم تنتصر، وبايدن بات على يقين بأن عليه تقديم تنازلات كبيرة، وهو ما حصل في مفاوضات الدوحة يومي الخميس والجمعة، وما سيحصل مع استئنافها يوم الأربعاء المقبل.
على ترامب، إذا ما أصبح رئيساً القلق مما هو أخطر من صغر حجم «إسرائيل».. وقبل ذلك عليه القلق على أميركا نفسها وحضورها في المنطقة التي هي من أكثر المناطق استراتيجية لمستقبلها ولنفوذها العالمي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
رئاسيات أميركا.. ترامب يعود إلى حديث «الانقلاب» على بايدن لمصلحة هاريس.. ومراقبون يتساءلون: هل بدأ الجمهوريون يستشعرون الهزيمة؟ ارتفاع أسعار المنظفات أنعش (بسطات) المصنّعة منزلياً بلا ضوابط قطاع التأمين يواكب الأهداف النبيلة للمرسوم التشريعي الناظم لحقوق ذوي الإعاقة رقم /19/ لعام 2024 مسارات واشنطن العبثية.. تفاوض ورسائل مخادعة ومُضللة.. لا جديد لدى بلينكن في جولته التاسعة ونتنياهو أمام خيارين أحلاهما مرّ: الاستقالة أو القتل 540 ألف طن.. التقديرات الأولية لمحصول الحمضيات في اللاذقية لدعم القطاع الطبي.. توزيع مساعدات طبيّة روسية لمديرية صحة اللاذقية المؤسسة العامة للمعارض... 101 مهرجان ومعرض وبازار تسهم في تنشيط الاقتصاد والتعريف بالمؤسسات والمنتجات الجديدة تحدٍّ يهدد الصحة العامة.. هشاشة العظام مصدر قلق كبير لكبار السن ريال مدريد يقص شريط منافساته في الدوري الإسباني اليوم أمام مايوركا ماذا يحدث إذا فشل السائل الدماغي الشوكي في وظيفته؟