أما آن له أن يعمل مجدداً؟! جهاز تفتيت الحصى في مشفى درعا الوطني خرج عن الخدمة منذ ثلاث سنوات ولم يعد حتى الآن!
تشرين – عمار الصبح:
ليست المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن تعطّل أجهزة طبية في المشفى الوطني بدرعا، والتي لم يشفع لبعضها طول الانتظار الطويل الذي قد يمتد سنوات كي تتم عمليات تصليحها وإعادتها للعمل، ما يسمح بوضع حد لمعاناة كثير من المرضى الذين ما زالوا ينظرون إلى المشفى الوطني باعتباره الملاذ الآمن لهم لتلقي الخدمات النوعية، وخاصة ضمن الظروف المادية الصعبة.
مناسبة الحديث هذه المرة هو جهاز تفتيت الحصى في المشفى، والذي لا يزال خارج الخدمة منذ ما يقارب ثلاث سنوات، اضطر خلالها كثيرون ممن هم بحاجة إلى إجراء تفتيت للحصى للجوء إلى المشافي الخاصة أو الذهاب إلى دمشق ودفع تكاليف باهظة لا قِبل لهم بها، ما يجعل من الضرورة بمكان حلّ هذه المشكلة وإصلاح الجهاز ووضعه في الخدمة مجدداً، لكونه الوحيد لدى القطاع الصحي العام في المحافظة، ما يخفف عن المرضى تكاليف العلاج الباهظة والتي تصل فاتورتها إلى ما يقارب مليون ليرة عن كل جلسة تفتيت، حسب تأكيدهم.
شكاوى المرضى نقلناها إلى المعنيين في المشفى، حيث كشفت رئيسة القسم الهندسي في المشفى المهندسة سهى الصوان، عن وجود عدد من الأجهزة الطبية المعطلة والتي تحتاج إلى إصلاح أو استبدال، ومنها جهاز تفتيت الحصى الذي تم إصلاحه سابقاً، وكان ذلك قبل ثلاث سنوات تقريباً، ولكن توقف الجهاز عن العمل بعد تعطل (الإيكو) الخاص به، فخرج عن الخدمة ولا يزال معطلاً حتى الآن، مؤكدة وجود متابعات حثيثة ومستمرة من أجل إعادة الإصلاح مجدداً وتمت مخاطبة الوزارة بهذا الشأن، لأن أعمال الصيانة للأجهزة الطبية واستجرار الأدوية يتمان بشكل مركزي عن طريق وزارة الصحة، لكن لا يزال الوضع كما هو عليه حتى الآن – حسب تأكيدها – بذريعة عدم توفر قطع صيانة لدى الشركة المعتمدة للصيانة التي انتهى عقدها ولم يتم إصلاح الجهاز.
وكشفت الصوان عن وجود عدد آخر من الأجهزة الطبية الضرورية المعطلة في المشفى أيضاً، ومنها جهاز المرنان المغناطيسي، الذي تمت المطالبة باستبداله بجهاز جديد، ولا يزال أمره معلقاً إلى حين توفر الإمكانيات، فضلاً عن جهاز البانوراما السنية المعطل أيضاً، والذي يفضل استبداله نظراً لقدمه، فعمره يزيد على ٢٠ عاماً، لافتة إلى الحاجة الماسة إلى رفد المشفى بعدد إضافي من حواضن الأطفال، فقسم الحواضن يضم ١١ حاضنة فقط وهي لا تفي بالغرض، وكثيراً ما يتم وضع أكثر من طفل في الحاضنة الواحدة خصوصاً في أوقات الذروة.
ولفتت رئيسة القسم الهندسي إلى أن إصلاح الأجهزة الطبية المعطلة في المشفى واستبدال المتهالك منها أمر ضروري لتأمين الخدمات المناسبة للمرضى، كما حدث مع جهاز الطبقي المحوري الذي تم إصلاحه قبل فترة وإعادته إلى الخدمة، وهو ما حلّ مشكلة كبيرة في التشخيص وخصوصاً للحالات الإسعافية، وساهم أيضاً في تخفيف العبء المادي على المرضى، كاشفة في الوقت نفسه عن وجود نقص كبير في الكوادر الفنية الخاصة بالأجهزة الطبية والتي يمكنها تدارك العطل في بدايته وإصلاح الأعطال البسيطة.
بدوره، كشف المدير العام لهيئة مشفى درعا الوطني الدكتور عبد المعين الربداوي عن ارتفاع الخط البياني للخدمات التي قدمها المشفى مؤخراً، إذ تجاوز عدد العمليات الجراحية التي تم إجراؤها ٨٧٠ عملية جراحية، و٣٣٦ عملية إسعافية و١١٢٥ عملية ولادة طبيعية وقيصرية وعمليات نسائية.
وبين الربداوي أن قسم الإسعاف في المشفى استقبل خلال الفترة المذكورة ٤١ ألف مراجع، بينما بلغ عدد المرضى الداخلين إلى أقسام المشفى بقصد الاستشفاء قرابة ١٠ ألف مريض، كما تم إجراء أكثر من ١١٢ ألف تحليل مخبري وأكثر من ٤٢ ألف صورة أشعة، وقرابة ٥٠٠٠ صورة طبقي محوري، إضافة إلى الخدمات الأخرى المقدمة ومنها جلسات غسيل الكلية الصناعية والمعالجة الفيزيائية وصور الإيكو وتخطيط السمع وغيرها من الخدمات الطبية.