الباحثون يعدون بالأفضل زراعياً واقتصادياً.. التفاح على طبق التفاؤل بأصناف عالية الجودة
تشرين – رشا عيسى:
يعطي الإعلان عن اعتماد أصناف جديدة من التفاح مسحة تفاؤل بإمكانية الوصول بالإنتاج إلى نقطة مرضية اقتصادياً للمزارعين، والتخفيف من خسائرهم، وتجنيبهم ويلات المناخ والارتفاح الحراري الذي أضرّ بمواسمهم سابقاً، حتى قضى على قسم كبير من إنتاجهم. والوعود اليوم من قبل الباحثين الزراعيين تدور حول أن الأصناف الجديدة والتي يؤكدون أنها متفوقة بخصائصها النوعية والإنتاجية وتتناسب مع المناطق البيئية المحلية، كما أنها ستؤمن التفاح الطازج الذي يتميز بصفات الجودة العالية للأسواق الداخلية والخارجية مع القابلية للنقل والتصدير بوقت مبكر عن الأصناف الرئيسية.
زيادة دخل المزارعين
مدير إدارة بحوث البستنة في الهيئة العامة للبحوث الزراعية الدكتور أسامة العبد الله بيّن لـ( تشرين) أنه تم اعتماد أربعة أصناف من التفاح المتفوقة بخصائصها الكميّة والنوعية والمختلفة بمواعيد نضجها من المبكرة إلى المتأخرة (إيرلي غولد وولثي دبل رد وجون كرايمز مبكرة النضج خلال شهر آب والصنف غراني سميث متأخر النضج في تشرين الأول)، والتي تتميز بتحملها بدرجة جيدة لمرض الجرب الذي يعتبر الآفة الرئيسية في المنطقتين الوسطى والساحلية، وبالتالي تقليل عدد المكافحات إلى الحد الأدنى ما يسهم في زيادة دخل المزارعين والحصول على ثمار نظيفة وتحسين خصائصها الغذائية والصحية من خلال التقليل من الأثر المتبقي للمبيدات، والتخفيف من آثار التغيرات المناخية.
وأكد العبد الله أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأصناف تساهم بشكل هام في التخفيف من آثار التغيرات المناخية، من خلال التكيف مع تلك التغيرات المتمثلة بارتفاع درجات الحرارة والجفاف، حيث تتميز هذه الأصناف بقلة احتياجاتها لساعات البرودة (بين 500 إلى 600 ساعة برد باستثناء الصنف جون كرايمز الذي يحتاج إلى 1000 ساعة برد)، كذلك تساهم بتخفيف آثار الإجهاد الحراري من خلال موعد النضج المبكر لمعظم هذه الأصناف، مع الإشارة إلى أن بعض هذه الأصناف تتميز بقابليتها للنقل والتصدير وبالتالي تعطي ميزة نسبية هامة من خلال المردود الجيد الذي تحققه والمتمثل بتأمين التفاح الطازج الذي يتميز بصفات الجودة العالية للأسواق الداخلية والخارجية بوقت مبكر عن الأصناف الرئيسية، كما تحقق عائداً جيداً في السوق الداخلية نظراً لموعد نضجها المترافق مع السياحة الداخلية وبالتالي تحسين دخل المزارع.
قابلة للتخزين
وبالنسبة للصنف المتأخر غراني سميث، أوضح العبد الله أن ثماره تتميز بقابليتها العالية للتخزين حتى 8 أشهر، وقلة احتياجه لساعات البرودة وتحمله لمرض الجرب بالإضافة لمواصفات الجودة العالية للصنف، ما يمكن زراعته في المناطق التي لا تتوفر فيها ساعات البرودة الكافية كأحد إجراءات التكيف مع التغيرات المناخية.
وكان مجلس إدارة صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية على الإنتاج الزراعي وافق مؤخراً على التعويض على المزارعين المتضررين في محافظة حمص نتيجة البرَد الحاصل في السابع من شهر أيار من هذا العام على محصول التفاح في مناطق تلكلخ وتلدو والمركز الغربي، حيث بلغت المساحة المتضررة 48922 دونماً، وعدد المزارعين المتضررين 4954 مزارعاً، ومبلغ تعويض 5.08 مليارات ليرة، كما وافق المجلس على التعويض على المزارعين المتضررين في مناطق صافيتا والقدموس والدريكيش في محافظة طرطوس نتيجة البرد الحاصل بتاريخ 6 و 7 أيار من هذا العام على أشجار التفاح حيث بلغ عدد المزارعين المتضررين 2191 مزارعاً بمساحة متضررة 10503 دونمات وبمبلغ تعويض 744.039.224 ليرة.