استخدام الري بالليزر في سهل الغاب بعد أيام.. تغير المناخ ينعكس على الغذاء والمياه والبيئة…فماذا نحن فاعلون
حماة – محمد فرحة :
قضية تغير المناخ من أهم القضايا الملحة في العالم اليوم فهي مرتبطة بالغذاء والماء والبيئة، وهذا بدوره يؤدي إن غاب إلى الفقر والفاقة وشح المياه ، لتشكل هذه الأشياء أهم التحديات المستقبلية التي تواجه العالم، وخاصة الدول العربية ونحن في سورية جزء منها ، فأي تدابير لمجابهة تغيير المناخ والالتفاف عليه تساعد على الحد من آثاره ؟
كل التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية، تؤكد أن الأثر الأبرز لتغير المناخ سيكون مع ازدياد الجفاف وانخفاض إمدادات المياه ، وتحديداً في الدول الواقعة في نطاق المناطق الأشد تأثراً، ونحن واحدة منها .
ولتجنب حالة تردي الإنتاج الغذائي ونقص المياه ولتحسين الواقع البيئي، لابد من التركيز على الزراعات التي تقام في مثل هذه الظروف، زد على ذلك استنباط أصناف وسلالات بذرية أقل حاجة للمياه، وهذا ما تركز عليه وزارة الزراعة بالتعاون مع البحوث العلمية الزراعية ، وفقاً لما ذكره مدير التنمية المستدامة في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتور منهل الزعبي.
وزاد على ذلك بأن قضية اتخاذ تدابير تحد من التأثير المناخي على الزراعات هي قضية عاجلة بما تقتضيه من تحسين في الكفاءة ، والتركيز على إيجاد زراعة محاصيل تتلاءم مع المناخ المتغير والتي لا تستهلك المزيد من المياه.
ففي هذا الصدد، وبعد أن تم تنفيذ مشروع الري بوساطة الليزر في محافظة حلب، سيجري تنفيذه الأسبوع القادم، أي بعد عدة أيام في منطقة سهل الغاب أيضاً.
من جانبه، أوضح مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير أن التغير المناخي المتسارع سيؤثر كثيراً على الإنتاج الزراعي الغذائي، وبالتالي أمننا الغذائي ، ولذلك لابد من اتخاذ عدة تدابير كما تتخذ كل دول العالم حفاظاً على أمنها الغذائي والمائي وواقعها البيئي.
وتطرق باكير إلى أهمية عقلنة استخدام المياه وزيادة حصاد مياه الشتاء، فعند موسم الجفاف يصبح لكل قطرة مياه ثمنها ، فالتركيز اليوم على زراعة محاصيل من أصناف القمح المتحمل للعطش والجفاف وشدة الحرارة ، أي موجات الجفاف، وهذه أهم الخطوات الواجب اتباعها للحد من تأثير المناخ وقساوته.
بالمختصر المفيد : لقد حذر خبراء مختصون من أن شدة المتغيرات المناخية ستبلغ ذروتها عام ٢٠٢٥ وفقاً لتقرير صدر في اليابان .
فهل توصلت البحوث العلمية الزراعية إلى استنباط سلالات وأصناف من بذار القمح المقاوم للمناخ والجفاف، واستهلاك أقل من المياه ؟ فالمسألة لا تحتمل التفكير طويلاً ، بدليل الانتقادات الكثيرة التي تتناول المسألة الزراعية وطريقة تعامل المعنيين معها ، فالأمن الغذائي والمائي يشكل أهم مرتكزات الحكومة السورية ، وبغير ذلك سيهدد استدامة التنمية الزراعية على المدى القريب ، وهذا يتطلب ويحتاج إحداث تغييرات جذرية في الشأن الزراعي، فهل نرى ذلك قريباً ؟.