ضعف كبير في استثمارات النفايات الصلبة والبيئة مهددة دائماً بالتلوث وسلامة البشر من سلامتها
حماة – محمد فرحة:
لا تزال مسألة الاستثمار في مجال النفايات بمختلف أشكالها وألوانها ضعيفة جداً، الأمر الذي بات يهدد البيئة بكل مكوناتها، والمتضرر دائماً هو سلامة البشر، في حين تنشط الدول وتعمل على الاستثمار في النفايات وطرحها لمن يريد وتلقى إقبالاً كبيراً، لجهة تدوير العديد منها من جهة وتحويل بعضها الآخر إلى سماد عضوي لتدرّ على مستثمريها أموالاً طائلة من جهة أخرى.
غير أنها عندنا لا تلقى أدنى الاهتمام، ولذلك نرى أكوام النفايات منتشرة في كل المواقع والطرقات، وغالباً ما كان مركز تجميعها وسط الغابات في أراضي أملاك الدولة مسببة العديد من الحرائق للغابات عند محاولة التخلص منها عن طريق الإحراق.
وغالباً ما كانت النتائج تلوثاً للبيئة رغم أن سلامة البشر من سلامة البيئة ونقاوتها ، فلماذا لا يتم عندنا تشجيع الاستثمار في هذا المجال، أي فيما يخص النفايات الصلبة وغير الصلبة.
محافظ حماة معن صبحي عبود دعا قبل أيام لجنة إدارة النفايات في مجال المحافظة للتباحث مع أعضائها ومعرفة واقع مطمري كاسون الجبل وبركان في كلّ من مجالي مدينتي حماة وسلمية، وفقاً لحديث رئيس دائرة النفايات الصلبة في مجال الخدمات الفنية بحماة الدكتور علي عبيبو.
وأضاف في حديث مقتضب عبر اتصال هاتفي معه : إن المحافظ جاد في طرح هذا الموضوع للاستثمار والتأكد من حسن سير عمل مطمري كاسون الجبل وبركان الصحيين.
وزاد الدكتور عبيبو بأن هناك بعض المستثمرين يرغبون في استثمار هذه النفايات ، وتجري الآن دراسة الأمور مع مهندسين ومختصين من الجامعات الحكومية – جامعة البعث- لعل نجد الفرصة المناسبة والظروف والمناخ المهيّأ لاستثمار هذه النفايات.
خاتماً حديثه بأن كل الأمور تشي بهذا الاتجاه ، آملين أن نصل إلى حل يجعل هذه النفايات ومطامرها الصحية في مجال الاستثمار قريباً.
وتعليقاً على ذلك، نشير هنا إلى أنه تمت أكثر من محاولة في مجال استثمار النفايات الصلبة وغيرها، وسبق أن تقدم بعض المقاولين بهذا الشأن، لكن لم يفلحوا، لعدم تعاون المعنيين تارة، والشروط الموضوعة طوراً آخر.
لتبقى النفايات ترمى هكذا في كل مكان، ملوثة التربة وحتى مخلفاتها من السوائل والزيوت والأمور الأخرى تصل أحياناً لأعماق التربة وأحياناً للمياه الجوفية السطحية .
يذكر أن مدينة حماة لوحدها ترحل يومياً أكثر من ٣٥ ألف طن من النفايات إلى مطمرها الصحي وبقدر أقل تفعل مدينة سلمية، في حين مازال مطمر” طويل” الصحي في ريف مصياف منذ أكثر من خمسة عشر عاماً “لا معلق ولا مطلق”.
والجميع يتحدث عن الشأن البيئي من دون اتخاذ أي خطوة لتحسين واقعه، فهل نرى قريباً مستثمري النفايات وقد خلصوا البيئة منها؟ هذا هو السؤال الكبير وأسئلة أخرى.