غرام مياسم الزعفران بـ٣٥ ألفاً.. في حمص ٢٠٠ مزارع.. والطموحات الوصول إلى الأسواق العالمية
تشرين- ميمونة العلي:
انتشرت زراعة الزعفران في حمص تحت إشراف اتحاد غرف الزراعة، وضمن مجموعة النباتات الطبية والعطرية وكمشاريع تنموية صغيرة مدرة للدخل، وأقيمت حول زراعته العشرات من الندوات والمحاضرات وورشات العمل.
المزارعة أسامة النعمة من قرية الدوير بينت لـ”تشرين”، أنها زرعت في آب ٢٠٢٣ خمسة آلاف بصلة ضمن حديقة البيت بمساحة ٢٠٠متر فقط زراعة مكثفة بين الأبصال، والخطوط مسافة عشرين سنتيمتراً بتمويل على شكل قرض من جمعية “غريغوس” للمشاريع الصغيرة ودعم المرأة الريفية بقيمة ١٤مليون ليرة من دون فوائد، والتسديد بعد إنتاج الزعفران.
وتضيف النعمة: بعد حصولي على الأبصال أرسلت غرفة الزراعة مهندساً مشرفاً علّمني كيف أعقّم الأبصال بمادة محددة وكيف أزرعها، وبعد الزراعة كانت نسبة الإنبات ممتازة ثم أزهرت الأبصال وقطفت لأول مرة في حياتي المياسم واستعملتها بشكل شخصي في الطبخ، ثم جنيت بعض الأبصال من أجل بيعها وتسديد القسط الأول من القرض الذي حصلت عليه لهذه الغاية، وأنصح جميع ربات البيوت بالاتجاه لهذا الإنتاج.
بدوره مستشار اتحاد غرف الزراعة الدكتور المهندس عبد المسيح دعيج بين لـ”تشرين” أنّ مشروع زراعة الزعفران في حمص بدأ عام ٢0١٨، موضحاً أنّ زراعته لا تؤثر على المحاصيل الإستراتيجية لأنه يُزرع ضمن حيازات صغيرة، وأغلب أنواع الترب تناسبه، بما فيها الرملية باستثناء التربة الغدقة، فالمهم الحفاظ على نفوذية التربة. وتمت زراعته في حمص بمساحات جيدة ضمن مجموعة النباتات الطبية والعطرية والطموح المزيد.
وأوضح أنه تمت زراعة دونم في بساتين حي الوعر شارع الخراب، وهو مشروع واعد جداً لأن التحاليل التي تمت على المياسم والكورمات أثبتت أنها مطابقة للمواصفات القياسية العالمية، وهناك مشاريع أخرى في “البريج جنوب حمص وفي (أبو حكفة) وبويضة السلمية وفي باروحة والحجر الأسود والقلاطية وفي الدوير وأم شرشوح ومسكنة وكفرعايا” والجدوى الاقتصادية محققة، فالزيادة إما عددية أو حجمية بالنسبة للأبصال، كما أن الدونم الواحد يعطي في السنة الثالثة كيلو مياسم ، وبتعاون وتكامل كافة الجهات المعنية يمكن تطوير هذه الزراعة النوعية الواعدة، بحيث تكون رافداً للاقتصاد الوطني.
وأضاف الدكتور دعيج: إنّ عسل الزعفران هو أغلى عسل في العالم وفي سورية لم ننتج بعد عسل الزعفران، إنما تمت إضافة غرام واحد من الزعفران لكل كيلو عسل بعد التثبت من مصدره وتحليله، وبذلك وفرنا عسلاً بالزعفران وليس عسل الزعفران، وإنتاج عسل الزعفران هو من طموحاتنا المستقبلية، ولاسيما أنّ الزعفران نبات معمر وليس نباتاً حولياً، وسنتجه نحو الزعفران العضوي تلبية لرغبة أسواق التصدير ليصبح الزعفران السوري منافساً للزعفران الإيراني والإسباني.
ولفت دعيج إلى أن غرفة الزراعة تتعاون مع الراغبين في زراعة الزعفران حالياً لتوفير الأبصال وتقديم العون والإرشادات. حيث تبدأ زراعته في أيلول وتنبت البصلة بعد شهر وتزهر بعد أسبوعين تقريباً من الإنبات، ويموت المجموع الخضري في شهر أيار، إذ يدخل النبات في طور السكون حتى أيلول، وفي شهر تشرين الثاني يمكن أن يتم جني المياسم، وكذلك إن رغب المزارع يمكن أن يجني قسماً من الأبصال وترك البقية ليزداد عددها وحجمها في المواسم القادمة، فالبصلة لا تموت إلّا بعد خمس سنوات، ولا يحتاج لعناية كبيرة، حيث يحتاج اليد العاملة عند الزراعة وعند جني المياسم والأبصال.
وأضاف: يمكن زراعة ألف بصلة في ١٠٠متر، وهذه زراعة تكثيفية، أما الزراعة العادية فيمكن ترك ٢٠ سنتيمتراً بين الأبصال في الخط الواحد وكذلك ترك مسافة ٥٠ سنتيمتراً بين الخطوط وهو لا يحتاج لكثير من المياه، ففي ريف حمص الغربي يحتاج إلى ريّة واحدة فقط كل عام، ويمكن أن تصل حاجته إلى خمس ريّات في الريف الأكثر جفافاً، وثمن الأبصال يُدفع لمرة واحدة ثم تورث هذه الزراعة المستديمة للأحفاد، أما أعداؤه، فهما الخلد وفأر الحقل اللذان يتغذيان على الأبصال داخل التربة، لذلك قبل الزراعة تتم المكافحة، فالزعفران من الزراعات الطبية العظيمة الفائدة، ووصل عدد مزارعي الزعفران حتى الآن بإشراف اتحاد غرف الزراعة إلى ٢٥٠ مزارعاً في سورية، منهم ٢٠٠ مزارع في حمص.
وتابع: دورنا كاتحاد غرف زراعة الإشراف وتوفير الأبصال ثم التسويق بدور تكاملي مع المزارعين المنتجين والراغبين بالزراعة، فتسوق الأبصال وهي التي تشتري المياسم من المزارعين، ولكن ليست العلاقة إلزامية للمزارع ،هو حرّ التصرف بإنتاجه.