سماد الـ”فيرمي كومبوست” و”الهاضم الحيوي” بديلان فعّالان بجودة عالية واستثمار جيد للفلاحين
تشرين- زينب خليل:
أصدرت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي مؤخراً، قرارات قوننت من خلالها استخدام السماد “الهاضم الحيوي” وسماد الـ”فيرمي كومبوست” كبديل عن السماد المعدني من المزارعين، بعد تشكيل لجنة بحث علمية لدراسة وتطوير مواصفات هذين النوعين من الأسمدة العضوية بما يتطابق مع المواصفات المطلوبة.
مدير الأراضي والمياه في وزارة الزراعة الدكتور جلال غزالة أكد لـ”تشرين” أنه تمت ملاحظة بعض الفلاحين يعملون على إنتاج سماد الـ”فيرمي كومبوست” من خلال تربية هذه الديدان، وهو نوع من أنواع الأسمدة العضوية التي تنتج عن مخلفات الديدان المتنوعة، منها الدودة الحمراء والدودة البيضاء وديدان الأرض الأخرى.
وأضاف د. غزالة: إيماناً من وزارة الزراعة بمواكبة التطور والحداثة في مجال الأسمدة العضوية، قامت بتطوير هذا النوع بهدف تنميته، لكونه يعود بفوائد عديدة على التربية بتحسين نوعيتها وإعادة خصوبتها، لذلك استصدر القرار باستخدام سماد الـ”فيرمي كومبوست” بشكل قانوني، بعد تشكيل لجنة بحثية علمية مؤلفة من عدة جهات، هي الهيئة العامة للبحوث الزراعية والتقانة الحيوية والجامعة وكلية العلوم، وتمت من خلالها دراسة ما هي المادة، وكيف يتم إنتاجها وما المواصفات المطلوبة، والشروط الفنية والخصائص الفيزيائية والكيميائية للمادة الناتجة عن الديدان للحصول على مواصفة قياسية للسماد، وتم إصدار هذا القرار بهدف الحفاظ على خصوبة الأرض الزراعية، وتخفيف فاتورة السماد المعدني على المزارعين، ولاسيما أنه من أجود أنواع الأسمدة العضوية قليلة التكلفة.
وأشار مدير الأراضي والمياه إلى أنه إضافة إلى قرار “الفيرمي كومبوست” صدر حديثاً قرار السماد “الهاضم الحيوي”، حيث تشجع وزارة الزراعة الفلاحين الذين يعملون على موضوع السماد “الهاضم” بالاهتمام بهذه المهنة لكونها استثماراً جيداً جداً، وسيتم إعطاؤهم ريعاً لبيع المنتج بشكل قانوني بعد تطوير مواصفاته ليصبح سماداً مفيداً للتربة وليس ضارّاً لها، ويكون الفلاح بذلك قد وفّر اكتفاء أرضه الذاتي من السماد الذي يغنيه عن شراء السماد المعدني بقيمة عالية، واستفاد من بيع السماد العضوي المنتج محلياً.
وشرح د. غزالة ماهية السماد الهاضم الحيوي بوصفه: ” عبارة عن تخمّر لا هوائي للأسمدة، من بقايا الحيوانات بأنواعها، كالأبقار والماعز والأغنام ما عدا الدواجن، حيث يتم تجميع روث الحيوانات لتخميره بشكل لا هوائي، ويصدر عنه سماد عضوي مفيد للتربة والنباتات، كما يصدر عنه الغاز كمصدر ثانوي يُستفاد منه في موضوع التدفئة والإنارة.”
جدير بالذكر أن المزارعين في بلدنا لطالما ابتكروا واجتهدوا في المجال الزراعي، فهم يستخدمون السماد” الهاضم الحيوي” منذ سنين عديدة، وهذه خطوة مباركة من وزارة الزراعة أن تشاركهم الحلول والمقترحات والدراسات العلمية لتطوير هذه الأساليب كبدائل فعّالة ولو اعتبرها البعض “بدائية”.