تعزيل نهر قويق مستمر بكوادر قليلة وإمكانات محدودة… مدير الخدمات المركزية بحلب: مياه الصرف الصحي لا تضخّ في النهر وقنوات خاصة لتصريفها ضمن امتداده في المدينة

تشرين- رحاب الإبراهيم:

لايزال تعزيل وتنظيف نهر قويق، الذي يمر في معظم أرجاء مدينة حلب، موضع أخذ ورد، في ظل الحديث عن تلوث مياهه وضرره على صحة أهالي حلب، وتحديداً لجهة تصريف مياه الصرف الصحي في مجراه، الذي يقصده أبناء المدينة وتحديداً الفقراء للسباحة فيه هرباً من حرّ الصيف، والأخطر ري الخضار النيئة في ريف المدينة قرب مصب النهر، على نحو يهدد بإصابة الأهالي بأمراض مزمنة وجلدية ومعوية كما يروّج.

مدير الخدمات المركزية في مجلس مدينة حلب المهندس محمد مؤذن طمأن أهالي حلب عبر “تشرين”، بأن مياه نهر قويق على طول امتداده في أرجاء المدينة غير ملوثة ونظيفة، بالإضافة إلى أن المياه التي تضخ فيه قادمة من نهر الفرات، ومياه الشرب الزائدة في محطة سليمان الحلبي، لكونه لا يوجد طريقة للتصريف هذه المياه والاستفادة منها سوى ضخها في النهر، يعمل على تنظيفه وتعزيله بصورة دورية، مع الحرص على عدم رمي النفايات في مجراه، لكن حال وجودها، يتولى الكادر بعدده القليل والإمكانات المادية والفنية مهمة إزالتها كلياً، مع إزالة نبات “الزلّ” المنتشر بكثافة على مجرى النهر في المناطق القريبة من المصب قبل انتهاء مجراه في المدينة، حيث تشكل إزالة هذا النبات تحديّاً فعلياً، لكون قلعه يحتاج إلى آليات كبيرة، ثم التخلص منه يدوياً، وهذا يتطلب جهوداً كبيرة من قبل العاملين في دائرة نهر قويق، الذين يبذلون كل إمكاناتهم وطاقاتهم للقيام بهذه المهمة الكبيرة والهامة بذات الوقت رغم الإمكانات المادية الضعيفة.

أقنية خاصة
وخلال جولة لـ”تشرين” للاطلاع على آلية عمل تعزيل وتنظيف نهر قويق في مناطق مختلفة من المدينة ومن جهات متعددة، لمسنا حجم العمل الكبير، الذي يقوم به العاملون في دائرة نهر قويق، مع إن أعدادهم لا تتجاوز أصابع اليد، بغية الحفاظ على مياه النهر نظيفة ومنع تلوثها ضمن النطاق المحدد في المدينة، وهنا يؤكد المهندس مؤذن عدم صحة المعلومات التي تتحدث عن تلوث نهر قويق ضمن المدينة، بحجة رمي مياه الصرف الصحي فيه، حيث توجد أقنية خاصة بتصريف هذه المياه، ولا ترمى في النهر إطلاقاً، في ظل التنسيق المستمر مع شركة الصرف الصحي.

وبيّن المهندس مؤذن أنه لم يحدث أن مياه الصرف الصحي ضخت في النهر إلّا في حالات الاختناقات المطرية الشديدة خلال فصل الشتاء، حيث تفيض مياه الصرف الصحي من غزارة الأمطار إلى النهر، وقد حصل ذلك مرات قليلة جداً، وقد اتخذت الإجراءات الضرورية وقتها لمنع تلوث النهر، علماً أن كميات المطر الغزيرة وقتها كانت كفيلة بتنظيف النهر بنفسه.

ليست مسؤوليتنا
وبيّن مدير الخدمات المركزية في مجلس مدينة حلب أن مياه الصرف الصحي تتجمع عادة في نهاية مصب النهر خارج حدود المدينة، وهذا أمر كان متبعاً قبل الحرب، لكن محطة معالجة مياه الصرف الصحي كانت تتولى مهمة تنقية المياه وتدويرها لاستخدامها في عمليات ري المحاصيل والسقاية عموماً، لكن المشكلة الحالية تكمن في خروج هذه المحطة عن الخدمة نتيجة تضررها الكبير خلال سنوات الحرب، بالتالي حل مشكلة مياه الصرف الصحي التي تُلقى في مجرى النهر ضمن نطاق الأرياف وليس المدينة، رهن إعادة تأهيل هذه المحطة، التي تكلف أرقاماً كبيرة، علماً أن تعزيل وتنظيف نهر قويق بعد خروجه إلى الأرياف من اختصاص ومسؤولية المؤسسة العامة للاستصلاح الأراضي وليس الخدمات المركزية في مجلس المدينة.

ت-صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار