في مؤتمر الباحثين السوريين.. جمالي: الاقتصاد المعرفي يقدم مردوداً اقتصادياً مهماً و«غوغل» و«أمازون» تفوقت على أهم الشركات النفطية
دمشق – منال صافي:
المعلومات والاتصالات والأنظمة الذكية هو عنوان محور الجلسة الرابعة من مؤتمر الباحثين السوريين في الوطن العربي والمغترب 2024 نحو اقتصاد وطني قائم على المعرفة، حيث ترأس الجلسة الدكتور ابراهيم شعيب من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، والدكتورة سيرا أستور في كلية الهندسة المعلوماتية جامعة دمشق، وقدم خلال هذه الجلسة الدكتور أنس المنوفي بحثاً حول استخدام المرشح الجزيئي في تقدير سرعة هدف مناور مراقب بواسطة رادار سلبي، وقدم الدكتور مجدي مسلم بحثه المتعلق بخوارزمية جديدة لتخطيط مسار حركة الروبوتات النقالة وتقييم أدائها في بيئة ساكنة ثنائية الأبعاد.
أما الدكتورة عبير جربوع فقدمت بحثاً حول استخدام الشبكات العصبونية ذات التأخير الزمني لتحسين الاستقرار الديناميكي لأنظمة القدرة، في حين قدم المهندس عمار مصطفى بحثاً عن تصميم وتقييم نظام كشف تسلل ذكي لاكتشاف الهجمات والشذوذ في الحوسبة السحابية.
تقوية الجهات المولدة للمعرفة
وعلى هامش الجلسة أكد الدكتور مجد الجمالي مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي في تصريح لـ”تشرين”، أن أي معرفة بأي قطاع لها مردود اقتصادي في المحصلة حتى في قطاع البيئة، فالإدارة المتكاملة لقطاع البيئة تحقق ريع اقتصادي في كثير من الدول، فكيف هو الحال في قطاع التكنولوجيا والطب وغيرها من القطاعات الطبية والخدمية؟
ولفت إلى أن أعداد حملة الدكتوراه من خارج سورية يعادل عددهم داخل سورية وهؤلاء كنز لكن يبدو أن عودتهم إلى الوطن في الوقت الراهن صعبة، لذلك قمنا بتهيئة منصة للتواصل للاستفادة من علمهم والغالبية لديهم الرغبة بتقديم المعلومة والمعرفة.
وأضاف الجمالي: إن المؤتمر سيطرح 7 محاور في كافة المجالات وأحدثها في الاقتصاد المعرفي، وأن الدول المكتفية من الموارد الطبيعية لم تعد تستغلها لان لديها هذا الاقتصاد المعرفي، كما أن أهم الشركات العالمية اليوم لم تعد شركات النفط بل هي “غوغل”و”أمازون” كشركات كبرى ولديها رأسمال ضخم، مؤكداً أن المعرفة رديف للاقتصاد لدينا، وهناك الكثير من المشاريع البحثية في بلدنا بعضها تحقق توفير مالي مهم بعدة قطاعات، وأنه قبل الأزمة لم يكن مطروحاً هذا النوع من الاقتصاد غير أن الهيئة ساهمت كثيراً بإدراج مفهوم مصطلح الاقتصاد المعرفي.
وأشار إلى أنه عندما نريد الاهتمام بالاقتصاد المعرفي علينا تقوية الجهات المولدة للمعرفة كوزارة التعليم العالي وعدد من الجهات الاخرى، هناك نماذج فردية مهمة وتحقق ريع شخصي لها من خلال هذا النوع من الاقتصاد ونحن مع هذه الاستفادة لكننا نحاول خلق حالة جمعية واقتصاد وطني وليس حالة فردية لذلك نحن نطالب بالاهتمام بالاقتصاد المبني على المعرفة.
وتابع جمالي: لدى الهيئة تقرير مع اللجنة الاقتصادية لدول غرب آسيا (الإسكوا) يتضمن أهم الخطوات التي يجب اتباعها من قبل المؤسسات الحكومية للوصول لاقتصاد المعرفة، منوهاً يأن واقع البحث والباحث العلمي اليوم سيء لأن إمكانيات البلاد والبنى التحتية للمخابر مدمرة والبحث العلمي بحاجة تمويل وبناء واستثمار بالإنسان وعلينا بناء باحث جيد وتحفيزه.
كما أنه على الباحث أن يملك حرية بالتفكير والحركة والراحة المالية وأن لا يكون مقيداً بعمل وظيفي كأساتذة للجامعات فطالما نفكر أن الموظف ملك للمؤسسة، فلن نتقدم لأن الموظف يقدم خدمة لقاء مردود مادي لكن يجب أن يملك الوقت الحر بفكره وكيفية استثمار معرفته، موضحاً أننا نملك كفاءات توازي الموجودة في الخارج ونحن نوعنا مروحة الإيفادات الخارجية لذلك لدينا اطلاع على تجارب العالم كلها وهذا عنصر قوة.
وختم بالقول: إن أهمية هذا المؤتمر تأتي من التجارب المتنوعة لكل الدول، وأنه من المؤسف أن مراكز بحثية وعلمية كبرى في سورية لم تقم مؤتمراً منذ أكثر من 15 عاماً.