ندوة حوارية في وزارة الخارجية عن سمات وخصائص العلاقات السورية- الروسية بمناسبة مرور 80 عاماً على إقامتها
تشرين – مها سلطان:
في سورية، لا يمكن لمناسبة مثل ذكرى إقامة العلاقات مع روسيا، والتي أتمت في هذه الأيام ثمانين عاماً.. أن تمر دون احتفاء يليق بها ويؤكد على رسوخها في القوة والتحالف، شعباً وقيادة، في الماضي والحاضر، وفي المستقبل حكماً.
ولأن روسيا لطالما كانت بالنسبة للسورية الصديق الصدوق، والحليف الموثوق، فإن كل ما يخصها يخص السوريين، وكل ما يعنيها يعني السوريين، وهذا ليس أمراً مستجداً أو أنه كان وليد الدعم (الذي قل نظيره بين الدول) والذي قدمته روسيا لسورية في مواجهة الإرهاب (ومنفذيه وداعميه ومموليه).. العلاقات السورية الروسية نمت وترسخت على مدى عقود أثبت فيها البلدان حُسن النيات وصدق التعاون وقوة التحالف، في كل محطة تاريخية وفي كل منعطف دولي حاسم.
هذه العلاقات، بسماتها الخاصة جداً، والتي ندر ما تكون بين بلدين وشعبين، كانت عنوان الندوة الحوارية التي نظمها المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين اليوم في مدرج الوزارة بدمشق حول «خصائص وسمات العلاقات السورية الروسية».. علماً أن هذه الندوة لم تكن الفعالية الوحيدة ضمن الاحتفاء بذكرى تأسيس العلاقات.
الندوة كانت بحضور وزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق، إلى جانب دبلوماسيين وشخصيات سورية وروسية، عرضوا للمراحل التاريخية التي مرت بها العلاقات السورية – الروسية، مع تركيز على الموقف الروسي من الحرب الإرهابية العالمية التي تواجهها سورية منذ عام 2011، لناحية الدعم العسكري والسياسي الذي قدمته روسيا ولا زالت، إلى جانب علاقات التعاون في المجالات الأخرى، والاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
وبتفصيل أكبر، تحدث نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام الصباغ، عن أهمية العلاقات السورية الروسية، ومراحلها ومحطاتها منذ إقامتها رسمياً في عام 1944، وكان أبرزها الدعم الذي قدمته روسيا لسورية منذ عام 2011 حتى الآن، وتحديداً عندما دعم الجيش الروسي الجيش العربي السوري في التصدي للإرهاب، حيث أثمرت الجهود المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب عن إعادة الأمن والاستقرار للمدن والقرى التي كانت التنظيمات الإرهابية تعيث فيها دماراً وتخريباً.
وبيّن صباغ أن ذلك ترافق مع دعم سياسي، من خلال استخدام روسيا لحق النقض الـ«فيتو» في مجلس الأمن الدولي مرات عدة لمنع تمرير المخططات الغربية المعادية لسورية.
وأكد صباغ أن الزيارات المتبادلة بين الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين، والاتفاقيات التي تم توقيعها ساهمت في رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستويات مهمة جداً وعلى جميع الصعد، كما ضمنت الاجتماعات الدورية للجنة المشتركة السورية-الروسية تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بالتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية بشكل صحيح، ودعم إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإرهابية، إضافة إلى الكثير من المبادرات والمشاريع الثقافية والاجتماعية والإنسانية.
ولفت صباغ إلى أن سورية وروسيا تواجهان اليوم تحديات مشتركة ومتعددة، في مقدمتها الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الدول الغربية، بهدف ممارسة الضغط السياسي والاقتصادي عليهما، موضحاً أن التغيرات التي يشهدها عالمنا اليوم، وظهور ملامح نظام متعدد الأقطاب، ينهي هيمنة القطبية الأحادية، ويقوم على مبدأ المساواة بين الدول واحترام سيادتها واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أو فرض الهيمنة عليها، تبشر بمستقبل أفضل لنا وللبشرية جمعاء.
ومن الجانب الروسي، تحدث مدير الأكاديمية الدبلوماسية الروسية ألكسندر ياكوفينكو عن عالم اليوم الذي يمر بأصعب مراحله بسبب محاولات الغرب الجماعي وعلى رأسه الولايات المتحدة عرقلة تشكيل نظام عالمي جديد أكثر استقراراً وعدالة، مبيناً أن روسيا وسورية تقفان اليوم في الخط الأمامي للمعركة من أجل الحق والعدالة في عالمنا، ولا شيء يستطيع أن يعرقل صمودهما.
وثمن ياكوفينكو موقف سورية الداعم للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا والتي تهدف إلى حماية الشعب الروسي والحضارة الروسية، لافتاً إلى أن موسكو تدعم دائماً سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها في وجه محاولات الغرب الجماعي فرض مشروع جيوسياسي يؤدي إلى الهيمنة عليها وتدميرها.