غرور يحكم السباق الرئاسي الأميركي.. ترامب وبايدن يتجاذبان حديث منْ يهزم منْ ومطالب الانسحاب قائمة

تشرين:
لا تزال تداعيات المناظرة الأولى في سياق الانتخابات الأميركية يتردد صداها مع اتساع رقعة المطالبين للرئيس الأميركي جو بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي لإفساح المجال لمرشح آخر قادر على هزيمة المنافس الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب ومعها تزداد حال عدم اليقين واللاستقرار في الولايات المتحدة.
وإلى جانب الدعوات التي أطلقها العديد من الديمقراطيين لانسحاب بايدن، دعا عضو الكونغرس الديمقراطي آدم سميث، الرئيس بايدن إلى إفساح المجال أمام مرشح جديد في السباق على منصب القيادة، وسط انتقادات متزايدة لأدائه الكارثي في المناظرة الأخيرة.
وقال سميث في بيان على موقعه الإلكتروني: سيكون من الخطأ أن يواصل الرئيس حملته، ويجب أن يتنحى الآن حتى نتمكن من العثور على مرشح جديد يضعنا في موقف أقوى يمكننا من هزيمة دونالد ترامب في تشرين الثاني المقبل.
وفي الوقت نفسه أكد سميث، الذي يشغل منصب العضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، أنه يدعم بايدن بنسبة 100% إذا بقي في السباق.
وانضم سميث إلى صفوف الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي الذين يطالبون بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي.
وفي وقت سابق، استبعد ترامب أن ينسحب منافسه الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي.
وفي أول مقابلة تلفزيونية له منذ المناظرة التي جرت بينه وبين بايدن الشهر الماضي، وكان أداء الرئيس فيها كارثياً، قال ترامب لشبكة «فوكس نيوز»: يبدو لي أنّه باقٍ فعلاً في السباق.. بايدن مغرور ولا يريد الاستسلام، لا يريد أن يفعل ذلك، لافتاً إلى أن انسحاب بايدن من عدمه ليس مهماً، وأكد «أنا مستعد له».
وعاد وكرر أن الرئيس الحالي هو أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، حسب وصفه، قائلاً: «جو الملتوي كان شاحباً للغاية خلال المناظرة، لم أكن أعرف ما كان يحدث له».
في المقابل، أكد بايدن أنه أجرى محادثات مكثفة مع قادة الحزب الديمقراطي ورؤساء لجان الكونغرس بخصوص استمرار ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال بايدن، في رسالة له: إنه أبلغ أعضاء الكونغرس بأنه باق في السباق الرئاسي 2024، مؤكداً أنه الشخص الأنسب لهزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب، مضيفاً: لم أكن لأخوض انتخابات الرئاسة لو لم أكن أعتقد أنني الشخص الأفضل لهزيمة ترامب، متابعاً: الناخبون وحدهم من يختارون المرشحين وليس الصحافة أو المتبرعين.
ويبدأ بايدن أسبوعاً جديداً في المعركة من أجل بقائه السياسي، تحت أنظار الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها والمتوقع مشاركتها في قمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» في واشنطن، بدعوته الديمقراطيين إلى الاتحاد خلف ترشحه للرئاسة.
ودعا بايدن البرلمانيين الديمقراطيين المجتمعين في واشنطن في دورة برلمانية جديدة إلى الاتحاد خلف ترشحه، الذي اهتز بعد مناظرته الفاشلة أمام منافسه دونالد ترامب قبل 10 أيام.
وكتب الرئيس الأميركي: رغم التكهنات في الصحافة وأماكن أخرى، فإن تصميمي ما زال قوياً للاستمرار في السباق، معتبراً في رسالة إلى البرلمانيين أنه آن الأوان للاتحاد والمضي قدماً كحزب موحد وإلحاق الهزيمة بدونالد ترامب.
كما أعرب بايدن عن ثقته بأن الناخبين ما زالوا يدعمونه رغم القلق بشأن كِبر سنه بعد أدائه السيّئ في المناظرة.
يُشار إلى أنه بعد 10 أيام من مناظرته الفاشلة في مواجهة ترامب، لم يتمكّن الرئيس الأميركي بعد من إقناع معسكره بأنها كانت مجرد «أمسية سيئة».
وفي حين تتواصل الضغوط لسحب ترشّحه للرئاسة، فإن الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاماً لا يظهر أي نية للاستسلام، بل يعمل بأقصى جهده في حملته الانتخابية.
ويخطّط بايدن للقيام برحلات إلى ميشيغان في 12 تموز الجاري ثم إلى تكساس ونيفادا خلال الأسبوع المقبل. كذلك يستضيف الرئيس اجتماعاً لحلف شمال الأطلسي في واشنطن من اليوم إلى الخميس بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف.
ويرى مراقبون أن ادعاء بايدن بأنه قادر على هزيمة ترامب ليس ادعاء فارغاً، ففي الوقت الذي ينقسم فيه حزب بايدن إلى أجنحة متعددة مختلفة الرؤى فإن بايدن يقدم صيغة توحد تلك الأطراف إلى حد كافٍ، فمعظم الشخصيات التي نافسته في الماضي أو قد تريد الحلول مكانه في المستقبل تنتمي إلى الجناح التقدمي.. وفي تلك المجموعة نشاط وحماس سياسي وانتخابي كبير، لكن تلك الشخصيات لا تحظى بدعم كافٍ من الجناح التقليدي لحزب بايدن وخصوصاً ما تبقى من الطبقة العاملة في المناطق الصناعية، ويتمتع بايدن بعلاقات تاريخية جيدة مع نقابات العمال في ولايات حاسمة في المنطقة التي تعرف بالغرب الأوسط في أميركا مثل ولايات بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، كما يحظى بدعم جزء كبير من شريحة قوية في صفوف الحزب، وهم الأميركيون المنحدرون من أصول إفريقية، ويعود ذلك إلى أيام عمله نائباً للرئيس السابق باراك أوباما.

وتبقى نائبة بايدن كمالا هاريس، التي تمثل حالة محيرة، فهي عند كثيرين تمثل مشكلة، إذ إن شعبيتها متدنية ولم تسجل حضوراً ملحوظاً في منصب نائبة الرئيس، لكنها تحظى بدعم داخل الحزب الديمقراطي الذي قد يتوصل إلى تسوية تترشح فيها هي بدلاً من بايدن.
في المجمل فإن أي إزاحة لبايدن في الوضع الحالي لابد أن تتم برضا بايدن نفسه، إذ يقوم نظام الانتخابات على تجمع المندوبين القادمين من الولايات الأميركية الخمسين ممثلين للمرشح الفائز بايدن في المؤتمر العام للحزب الذي سيعقد في شيكاغو منتصف شهر آب المقبل.. وهنا من المستبعد جداً أن ينقلب هؤلاء ضد تكليف الناخبين لهم وينتخبوا شخصاً غير بايدن، إلا إذا طلب بايدن منهم ذلك، وسيفتح المجال في هذه الحالة لجولات تصويت قد تكون متعددة وسيلعب قادة الحزب دوراً في تقديم المرشحين لأعضاء المؤتمر وإقناعهم بتأييدهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار