كيف ننهي الصراع المزمن بين الحماة وكنّتها؟ وهل من سبيل إلى ذلك؟!
دمشق- ياسر النعسان:
كيف ننهي الصراع المزمن بين الحماة وكنّتها؟ هل من سبيل إلى ذلك؟ بعد أن أصبح صراعاً بين أغلبية الحموات وكناتها، إلا ما رحم ربي من حالات مثالية قليل عددها تحولت فيها العلاقة بينهما إلى علاقة أمومة بين أم وابنتها أو إلى علاقة، هدنة دائمة بسبب ترك أحد طرفيهما الآخر يسلك الطريق الذي يشاء من دون أي اعتبار أو اهتمام من الطرف الآخر، ومعلوم أن الحب يقابله الحب والبغض أيضا يقابله البغض، وبالتالي فما علينا سوى أن نختار الحب كي ننهي هذا الصراع الأزلي بين الحماة وكنّتها.
ضيفة دون نقد
«تشرين» التقت بعض الأمهات (الحموات) وبعض السيدات (الكنّات) للبحث عن طريقة لإنهاء هذا الصراع، حيث كانت البداية مع السيدة (أم رأفت) التي أشارت إلى أن ابنها تزوج منذ عشر سنوات تقريباً ولدى بدء المناوشات بينها وبين كنتها، وبعد أن تعرفت على طبعها، وجدت أن لا حل معها سوى أن يعيش ابني في بيت وحده مع زوجته، وهكذا فإني أكون ضيفة في بيتهما كباقي الضيوف من دون أن أتدخل أو أنتقد أي حالة تمر أمامي سلبية كانت أم إيجابية، وبذلك تجنبت الصراع مع كنتي وكسبت ودها واحترامها.
احتجبت عنهم لإنهاء الصراع
وأشارت (أم عبدو) من جهتها إلى أنها خاضت صراعاً مع كنتها استمر ست سنوات لعدم مقدرة ابنها في المرحلة الأولى من زواجه على شراء بيت أو إيجاره، فكانت تجربة مريرة بحق، لأن كنتها كانت تنزعج من كل كلمة تنبس بها أو من أي حركة تتحركها وتفسر دوماً الأشياء بغير محلها وموضعها، إلا أنها وبعد تمكن ابنها من إيجار منزل لأسرته طلبت منه الانتقال إليه، واحتجبت عنهما في كل المناسبات والظروف بعد أن طلبت من ابنها أن يزورها متى رغب من دون أن يحرج زوجته بزيارتها، وبذلك انتهى الصراع على مبدأ المثل القائل (مرحبا يا جاري أنت بدارك وأنا بداري).
اختصاصي نفسي: الحب يقابله الحب وأي تجاهل للأم ينعكس سلباً على العلاقة معها
حماتي حنونة
أما (أم وسام) فأشارت من جهتها إلى أن حماتها كانت طيبة جداً ورحيمة ولا تتدخل مطلقاً بحياتها مع زوجها وأولادها وبيتها، لذلك لم يكن هناك أي داعي للصراع معها، حيث كانت كالأم الحنون تريد سلتها بلا عنب، الأمر الذي دعاني لحبها كأمي لأنها كانت تتعامل معي بكل حنان وعطف ولطف من دون أن تسمعني ما ينغص عليّ حياتي سواء مع زوجي أو أولادي أو بيتي، وكنت لا أسمع منها سوى الدعاء لي ولزوجي وأولادي، ومن جهتي بادلتها الحب بالحب، والحنان بالحنان واللطف باللطف.
جاملت حماتي ولازمتها
(أم بلال) أشارت من جهتها إلى أنها عانت كثيراً من حماتها التي كانت تعامل زوجي معاملة أقل محبة واحتراماً من إخوته لأسباب تتعلق بهم، فكانت تعاملني بطريقة مزعجة ومؤلمة لإغاضته، كما أنها كانت تكره أهلي وتغتاظ من زيارتهم لي إلا أنني وخشية من أن تدعو علي وعلى زوجي وأولادي آثرت مجاملتها وملازمتها وإبداء محبتي لها وحاولت تقريب وجهات النظر بينها وبين زوجي كي تحبه كأشقائه، وكنت أقدم لها أولادي الصغار كي تباركهم وتعطف عليهم وتحن، وبهذا استطعت أن أكسب زوجي وحماتي ودعائها بالخير لي ولأولادي وزوجي.
لا أتدخل بحياتهم الزوجية
(أم أسامة) لفتت من جهتها إلى أن لديها عدة أولاد متزوجين، وقالت: ومع ذلك لم ينشب بيني وبين أحد منهم أي صراع أو أي خلاف لكوني لا أتدخل مطلقاً في حياتهم الزوجية والبيتية، فأنا امرأة مسالمة محبة للجميع وأدعو للجميع بالخير وأريد (سلتي بلا عنب) معهم، وتعاملت مع الجميع بمنظار واحد من دون تمييز، وبهذا استطعت أن أكسب الجميع دون استثناء لدرجة أنهم يتسابقون على استضافتي ومحبتي.
الاختصاصي النفسي حسن إبراهيم أشار من جهته إلى أن البيت مملكة المرأة، وبالتالي فهي لا ترغب بأن يتدخل أحد مهما كان سواء الحماة أو أياً كان في مملكتها، وبالتالي فاحترام هذه الخصوصية مهم جداً لإنهاء بعض الصراع بين الحماة والكنة، وكذلك الأمر فإن للأم احترامها وتقديرها فهي التي ولدت وربت ابنها حتى تزوج ممن يحب، وبالتالي لابد من عدم نكران الجميل من الابن والكنة كي تسود المحبة والاحترام بينهما من دون أن يتدخل أحدهما بخصوصيات الآخر، فالاحترام والمحبة حكماً يبادلهما الاحترام والمحبة من الطرف الآخر، إضافة إلى التزام الزوج وزوجته بدعوة الأم بين الفينة والأخرى، وتقديم الهدايا بين حين وآخر للأم يترك أثراً عظيماً في قلبها ومحبة ليست لها حدود تجاه ابنها وأولاده وزوجته، وأي تجاهل للأم سينعكس سلباً على العلاقة معها.