ولد الغزواني الأوفر حظاً في انتخابات موريتانيا الرئاسية.. تركيز على الاقتصاد و«صد اضطرابات الجوار»
تشرين:
يبدو أن الانتخابات الرئاسية في موريتانيا – التي جرت أمس – لن تخالف التوقعات لناحية أن الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني هو الأوفر حظاً للفوز فيها، وحسب النتائج الأولية التي صدرت عن اللجنة الوطنية للانتخابات فإن الرئيس ولد الغزواني في المقدمة.
وأوضحت اللجنة أنه بعد فرز الأصوات في أكثر من 300 مركز اقتراع من أصل 4503 مراكز، تقدم ولد الغزواني بحصوله على 45.95% في حين حصل منافسه الرئيسي، بيرام الداه أعبيد، على 24.64%.
وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات، فسوف تجري جولة ثانية.
وكان ولد الغزواني «67 عاماً» تعهد بتعزيز الاستثمار في الدولة «الواقعة غرب إفريقيا» والتي تتأهب لبدء إنتاج الغاز الطبيعي. ووعد بتطبيق سياسات جاذبة للمستثمرين لتحقيق طفرة في السلع الأولية في البلاد التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، يعيش الكثير منهم في فقر على الرغم من ثروتها من الوقود الأحفوري والمعادن.
وبعد الإدلاء بصوته في العاصمة نواكشوط، قال ولد الغزواني: الكلمة الأخيرة هي للناخبين الموريتانيين.. وأنا أُلزم نفسي باحترام اختيارهم.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين للتصويت نحو مليوني شخص، وتتمثل القضايا الرئيسة بالنسبة لهم في مكافحة الفساد وتوفير فرص عمل للشبان.
وفي الأيام التي سبقت عملية التصويت، صعّدت المعارضة الموريتانية من انتقاداتها للرئيس ولد الغزواني، معتبرة أنه لم يكن له الفوز بسهوله «لو أجريت الانتخابات بشفافية».
وكان بعض مرشحي المعارضة قد شككوا في صحة التصويت خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، ما أثار بعض الاحتجاجات ولكن على نطاق صغير.
علماً أن البلاد تشهد حالة بارزة من الاستقرار النسبي منذ انتخاب ولد الغزواني في عام 2019، وذلك في الوقت الذي تكافح فيه معظم دول الساحل الإفريقي المجاورة لموريتانيا – ومنها مالي – حالات تمرد لجماعات متشددة مسلحة، ما قاد إلى العديد من الانقلابات العسكرية، وتالياً إلى حالة دائمة من الاضطرابات والاقتتال.
وبالعموم يحسب هذا الاستقرار للرئيس ولد الغزواني الذي اعتمد سياسات مختلفة ومخالفة لسابقيه، سواء داخلياً أم على مستوى العلاقات الخارجية، خصوصاً الإفريقية، والعمل بشكل دائم على منع وصول اضطرابات الدول المجاورة إلى موريتانيا أو التأثر بما يجري فيها، ومن المتوقع في حال فوزه أن تركز ولايته الرئاسية على الاقتصاد بصورة أساسية.
وتأتي انتخابات موريتانيا الحالية في وقت تشهد فيه القارة الإفريقية تحولات جذرية على مستوى الداخل مرتبطة بشكل أساسي بتغيير كامل الاتجاه في العلاقات الخارجية، انتقالاً إلى المعسكر الروسي- الصيني، مع آمال كبيرة جداً بانعكاس هذا التغيير على مستوى التنمية والاستثمارات.