ابتكار جديد يكتشف السكتة الدماغية في ثوانٍ
تشرين:
السكتة الدماغية، أو الجلطات الدماغية عبارة عن خلل مفاجئ في التروية الدموية للدماغ، بواحد أو أكثر من الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ، وتسبب خللاً أو نقصاً في حصول الدماغ على الأوكسجين، ما يسبب تلفاً أو تعطيلاً لخلايا الدماغ. وكلما عادت التروية الدموية للدماغ إلى وضعها الطبيعي بشكل أسرع بعد حدوث السكتة تكون النتائج وفرص الشفاء أكبر.
وإذا أصيب شخص ما بسكتة دماغية، فكلما حصل على الرعاية الطبية المناسبة في أقرب وقت، كان ذلك أفضل.
ولضمان تحقيق الحماية الأفضل للمصابين بالسكتة الدماغية تمكن العلماء من ابتكار مذهل، وهو عبارة عن هواتف ذكية تكتشف السكتات الدماغية في ثوانٍ.
ويمكن أن تساعد أداة جديدة للهواتف الذكية في ضمان تحقيق الحماية الأفضل من خلال مساعدة رجال الإسعاف أو الأطباء على تحديد ما إذا كان المريض قد عانى بالفعل من سكتة دماغية، حسب ما نشرته دورية Computer Methods and Programs in Biomedicine.
وقال العلماء: يمكن أن تكون أعراض السكتات الدماغية غالباً خفية أو غامضة، لذا فإنه في مثل هذه الحالات، يجب تقييم المرضى من خلال سلسلة من الاختبارات بمجرد وصولهم إلى المستشفى، فإذا أشارت نتائج الاختبارات إلى حدوث سكتة دماغية، يبدأ العلاج الحقيقي، لكن إذا علم الأطباء أن المريض القادم كان بالفعل ضحية سكتة دماغية مؤكدة، فيمكن أن يبدأ العلاج بمجرد وصول ذلك الشخص إلى المستشفى، وهو الدور الذي يمكن أن تلعبه أداة الهاتف الذكي التجريبية.
وتم تطوير البرنامج بوساطة فريق من العلماء من جامعة RMIT الأسترالية، ويستخدم البرنامج خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل مقطع فيديو لوجه المريض أثناء مطالبته بالابتسام، وإذا وجد أن حركات عضلات وجهه غير متماثلة بشكل مفرط، فإن البرنامج ينبه مستخدمه إلى أن المريض قد عانى مؤخراً من سكتة دماغية.
ويستخدم النظام نظام ترميز حركة الوجه الحالي، حيث يتم تقسيم تعبيرات الوجه إلى مكونات فردية لحركة العضلات تسمى وحدات العمل.
من جانبه، يقول العالم الرائد والباحث غيليرمي كامارغو دي أوليفيرا: إن أحد المعايير الرئيسة التي تؤثر في الأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية هو أن عضلات الوجه تصبح أحادية الجانب عادةً، لذلك يتصرف جانب واحد من الوجه بشكل مختلف عن الجانب الآخر من الوجه، مشيراً إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي وأدوات معالجة الصور، التي يمكنها اكتشاف ما إذا كان هناك أي تغيير في عدم تناسق الابتسامة، يمكن أن تكون مفتاح الكشف عن الحالات المحتملة.
وأضاف أوليفيرا: عند اختباره على مقاطع فيديو للوجه لأفراد ما بعد السكتة الدماغية ومتطوعين أصحاء، أثبت النظام أنه دقيق بنسبة 82% في تحديد مرضى السكتة الدماغية. وبالطبع يجب أن يتم العمل على تحسين نسبة الدقة مع تطوير التكنولوجيا بشكل أكبر.
ويدرس الباحثون حالياً إمكانية تحويل أداة الذكاء الاصطناعي إلى تطبيق، يمكن لرجال الإسعاف استخدامه لتحديد السكتات الدماغية على الفور في غضون ثوانٍ. وفي الواقع طور علماء من جامعة فالنسيا بوليتكنيك وجامعة بنسلفانيا ستيت بالفعل تطبيقات مماثلة، لكن تجدر الإشارة إلى أنه في كل الحالات سيتم إجراء اختبارات أكثر شمولاً مثل فحوصات التصوير المقطعي المحوسب في المستشفى ولن يقتصر التشخيص على نتائج أداة الذكاء الاصطناعي أو التطبيقات الإلكترونية في المستقبل القريب على الأقل.