بترخيص ياباني!!
رغم “وفادة” الكثير من الفنون على الثقافة العربية، غير أنه كان لها إرهاصاتها القديمة في الكثير من تفاصيل الثقافة في العالم العربي.. لكن أن نأخذ فناً كاملاً منقطع تماماً عن الثقافة العربية، ومن ثم ندعي أننا “نُعرّبه” لاسيما إذا ما كان هذا الفن؛ يُعتبر من كلاسيكيات ثقافة هذه الحضارة، فإن مسألة “تبييئه” تبدو أقرب إلى الحالة الكاريكاتورية.. فعلى جدران هذا “الأزرق – السوشيال ميديا” ثمة عشرات الصفحات، والمواقع الإلكترونية، إضافة لعشرات “الكتّاب الفيسبوكيين” والذين يدعون جميعاً تخصصهم بنشر شعر “الهايكو” لكنه ليس شعر الهايكو الياباني المغرق في القدم والموغل في التاريخ حتى أصبح من أهم ملامح الثقافة اليابانية، بل ذلك “الهايكو المحلي” أو ذي “التجميع” المحلي، على عادة بعض الصناعيين العرب في نيل بعض التراخيص من شركات يابانية وصينية وغيرها لتجميع صناعة السيارات أو معجون حلاقة، وغير ذلك من الصناعات التجميعية، والتي بفضل هذه التراخيص للتجميع خسرنا الأصلي، ولن نصل لصناعة محلية حقيقية.
الهايكو المحلي الذي ينتشر بكثافة اليوم على شبكة الانترنيت، صدر ورقياً أيضاً بمجموعات شعرية، تحت مُسمى “هايكو” غير أن قراءة بعض ما يُنشر من “الهايكو المحلي” فإنّ تأملاً قصيراً يكتشف المُتابع له أنه يبتعد عن شعر الهايكو بمسافة بُعدنا عن اليابان نفسها، وهنا المسافة بشقيها المجازي والواقعي، لأنّ كل ما يُقدم اليوم على أنه شعر هايكو يندرج تحت ثلاثة أجناس أدبية محلية، وهي: القصة القصيرة جداً، قصيدة الومضة، والخاطرة. وكأن المصطلح المحلي ضاق بما يكتبه “الشعراء الهاكويين” فكان أن استعاروا له اسماً يابانياً عريقاً..
واستحالة أن يكون الهايكو محلي تبدو حقيقية، تماما كسيارة ال”تيويوتا” التي لا يمكن أن تكون غير يابانية، وكما أن شاعر الهايكو لا يمكن أن يكون غير يابانياً، تماماً كصانع ال “تيويوتا” الياباني، حتى وأن قاد السيارة سائقون من جنسيات مختلفة، فقيادة سيارة ال”تيويوتا” لا تعني أن السائق هو من صنعها، وما يفعله الكتّاب الفيسبوكيين لا يعدو في أفضل حالاته، كقيادة العربي لسيارة ال”تيويوتا” أي أن الأمر هو مقاربة، لشعر الهايكو، وليس هايكو حقيقي.
هامش
………..
هايكو محلي
تختزلُ البحرَ
بصوتِ الموج؛
قوقعة.